لاَ أحَد ينكر ماوصل إليه وضع كرة القدم في تونس, فإحتفالنا بصدارة المنتخبات العربية في تقرير "الفيفا" لكأس العالم, لا يعني تناسي حقيقة تراجعنا ثلاث مراكز حسب نفس التّقرير. لاَ يُمكن تحميل هذه النّتائج للاّعبين و طاقم تدريب المنتخب الوطني فقط, الأمر أعمق بكثير, فبالعودة إلى المستوى الذي وصلت إليه البطولة التونسية يمكن إستخلاص أنّ وضع الجامعة ينعكس إمّا سلبا أو إيجابا على مستوى كرتنا. أَعلَن العضو الجامعي بالجامعة التونسية لكرة القدم, محمد الحبيب مقداد, استقالته من المكتب الجامعي وأوضح في رسالة وجهها إلى الكتاب العام للجامعة, إلى أن أسباب استقالته تعود إلى استحالة مواصلة العمل بعد إصرار رئيس الجامعة على التسيير بصفة منفردة متجاوزا وضاربا بعرض الحائط كافة القوانين المنظمة للجامعة التونسية لكرة القدم. وقد نَشر منذ حين العضو الجامعي بلال الفضيلي تدوينة على حسابه الخاص على " فايسبوك "مرفوقة بنسخة من استقالته من المكتب الجامعي التي قدمها يوم 23 أوت الجاري. وشنّ الفضيلي هجوما كاسحا على رئيس الجامعة وديع الجريء مؤكدا أن الأعضاء الذين تم تجميدهم بطرق غير قانونية إنما طالبوا بتطبيق القانون وأننا أصبحنا نعيش في ظل الرئيس الحالي للجامعة مرحلة الانفراد بالرأي ومرحلة الظلم وانقلاب المفاهيم حيث صار المظلوم مطالبا بالدفاع عن نفسه والظالم هو الذي " يساندوه ". وقال العضو المستقيل إن المشهد يشبه " طلّاب سيدي محرز" بسبب القطيع الذي يلهث وراء مصالحة وإنّه ودّع القطيع معتبرا أن" اللعبة انتهت "بالنسبة إليه وإلى زملائه " الرجال بأتم معنى الكلمة " حسب تعبيره. ويُذكر أنّه من بين الأعضاء المستقيلين من الجامعة, بلال الفضيلي وحنان سليمي ومحمد الحبيب مقداد، متهمين رئيس الجامعة، وديع الجريء، بمخالفة القوانين والاستفراد بالرأي، وفق قوله. هذا ولم يسجّل وديع الجريء أيّ توضيح أو تصريح حول الموضوع بل تجاهل أمر الإستقالات في محاولة منه للهروب إلى الأمام.