تجددت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة جنوب العاصمة الليبية طرابلس, وذلك بعد ساعات فقط من إعلان وقف لإطلاق نار كان مفترضا أن ينهي اشتباكات أودت بحياة 27 شخصا, "وقال أحمد معيتيق" نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اللّيبي إنّ المجلس كلف قوة عسكرية لفض النزاع بين طرفي القتال. أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق اللّيبيّة "حالة النّفير العامّ وأقصى درجات الإستعداد وأخذ الحيطة والحذر بين جميع الأجهزة الأمنيّة التّابعة لها", بعد أن إستهدف تنظيم "داعش" الارهابي بوابة أمنية شرق العاصمة طرابلس. وأضافت وزارة الداخلية انها طلبت من المواطنين ضرورة التعاون مع رجال الأمن بالتبليغ عن أيّ أعمال مشبوهة أو خروقات أمنيّة, لتوحيد جهود محاربة الإرهاب بين الجميع. من جهته, تعهد رئيس حكومة الوفاق فايز السرّاج بتسخير كل الإمكانات المتاحة لمحاربة التّنظيم الإرهابي, وبالعمل للحصول على كلّ دعم ممكن للرّصد والملاحقة وإنزال العقاب الرادع, وقال في بيان إنّ المهاجمين لن يفلتوا من العقاب ولن يجدوا أيّ مكان آمن في ليبيا. وقد تكرّرت الهجمات الإرهابيّة التي تستهدف البّوابات الأمنيّة في ليبيا خلال الفترة الأخيرة, وسط مخاوف داخليّة من إمكانيّة أن يسترجع هذا التّنظيم قوّته, في ظلّ تواصل الإنقسام السّياسي والمؤسّساتي في البلاد, وعدم وجود أيّ بوادر للإنفراج أو الإستقرار في الوقت الرّاهن. هذا وقدّ أعلنت وزارة الصحّة اللّيبيّة عن مقتل 5 أشخاص وجرح العشرات الآخرين خلال مواجهات عنيفة اندلعت ليلة الإثنين 27 أوت 2018 بين فصيلين مُسلّحين تابعين لحكومة الوفاق في طرابلس. وأفاد شهود عيان ومصادر أمنيّة وسائل الإعلام المحليّة بأنّ أصوات الإنفجارات دوّت في ضواحي العاصمة اللّيبيّة جرّاء معارك إستخدمت خلالها دبّابات وشاحنات صغيرة مُحمّلة بالمدافع الرشّاشة, وأدانت حكومة الوفاق الوطنيّ ما إعتبرتها جماعات خارجة عن القانون تقوم بأعمال عنف لترويع المواطنين. من جانبه, أكّد وزير الدّاخلية اللّيبي عبد السّلام عاشور أنّ هناك محاولة جارية لإنهاء القتال الدائر بين الطرفين, لافتا إلى ان المواجهات تدور في طرابلس. وأعربت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا عن قلقها العميق إزاء ما يحدث, داعية كافّة الأطراف إلى وقف كلّ العمليّات العسكريّة فورا. هذا وقد تزايدت مخاوف سكان العاصمة طرابلس من إنفجار الوضع بضواحي المدينة وانتقال المعارك إلى وسطها في أيّ لحظة أمام عمليّات الحشد العسكري الكبيرة, وقد أكّد السّكان المحليّون جنوبطرابلس تأكيدهم أنّ طائرات حربيّة لم يشر الى هويّتها قصفت مواقع لتمركزات عناصر اللّواء السابع على الطريق بين منطقتي وادي الربيع وقصر بن غشير. وتشهد ضواحي جنوب شرق العاصمة طرابلس, منذ الأحد الماضي, توتّرا أمنيّا تحوّل إلى اشتباكات عنيفة منذ فجر الإثنين الماضي, بين قوّات تابعة لكتيبتيّ ثوار طرابلس والنّواصي ومعها قوات الدعم المركزي "أبوسليم" من جهة، و"اللواء السابع" والقوات المتحالفة معها المعروفة كلها باسم "الكانيات"، نسبة إلى لقب آمرها، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وإخلاء 21 عائلة عالقة من منطقة عين زارة.