تمر القضية الفلسطينية بمرحلة جديدة لا تشبه سبقاتها وسط شبه عزلة عربية بعد أن اختلفت أراء العرب حول الحلول الممكنة في ظل تقارب بعض الدول من تل أبيب واقتراب إمضائها معها لاتفاقية سلام. المقترح هذه المرة كنفدرالية تجمع الأردن وفلسطين وتسعى إدارة ترامب لتحقيقه وسط قبول مشروط لسلطة رام الله بدخول لتل أبيب في هذه الكونفدرالية ورفض مطلق للأردن وصمت الرضا للكيان الصهيوني. الأردن حسمت أمره حيث أكد الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، رفض بلاده فكرة إقامة كونفدرالية مع الفلسطينيين، مشدداً على أن هذا الموضوع “خط أحمر بالنسبة للأردن”، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. ونقل البيان عن الملك عبد الله قوله، خلال لقائه متقاعدين عسكريين والمحاربين القدامى “نسمع كل عام عن موضوع الكونفدرالية، وجوابي، كونفدرالية مع مين؟ هذا خط أحمر بالنسبة للأردن”. وأضاف “الكل يعلم موقف الأردن القوي والشجاع في هذا الموضوع (…) وليس عندي خوف من أي مؤامرة على الأردن من وضع القضية الفلسطينية”. وأكد أن “موقف الأردن ثابت وراسخ ولا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأي طرح خارج هذا الإطار لا قيمة له”. وطرح مسؤولون أميركيون يعملون على وضع خطة للسلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين فكرة إقامة كونفدرالية مع الأردن على الرئيس محمود عباس، كما أعلنت ناشطة في منظمة إسرائيلية غير حكومية بعد لقائها عباس الأحد. وأبلغ عباس خلال اجتماع مع نشطاء حركة “السلام الآن” الكيان الصهيوني في رام الله فحوى محادثات أجراها مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومبعوث الرئيس الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، حسب ما ذكرت هاغيت عوفران لوكالة “فرانس برس”. ونقلت عوفران عن عباس قوله إنه أبلغ المسؤولين الأميركيين أنه سيكون مهتماً فقط إذا كان الكيان أيضاً جزءاً من هذا الاتحاد الكونفدرالي، وليس واضحاً متى جرت هذه المحادثة رغم أن عباس يرفض مقابلة الأميركيين منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي. ويفضل البعض في اليمين الإسرائيلي إقامة كونفدرالية فلسطينية أردنية كوسيلة لتفادي منح وضعية الدولة الكاملة للفلسطينيين في الوقت الراهن. وفي تسوية مثل هذه، يمكن لإسرائيل أيضاً أن تتجنب تحمل مسؤولية 3.5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت عوفران ل”فرانس برس” إن رد عباس كان طريقة لنسف الاقتراح، لأن الكيان الصهيوني سيرفض على الأرجح الانضمام إلى هذه الكونفدرالية.