يحظى مشروع “غاز الجنوب” بأهمية كبرى لما سيوفره من ثروات طاقية طبيعية من شأنها أن تخلق قفزة في النمو الاقتصادي للبلاد ، فضلا عما ستوفره من مواطن شغل و ايرادات لخزينة الدولة .. إلا أن المشروع ما انفك يثير جدلا و سجالات عدة منذ سنوات عدة ، لتعطّل أشغاله في أكثر من مناسبة لعدّة أسباب لعلّ أبرزها التحركات الاحتجاجية التي تشهدها بين الفينة والأخرى أشغال المشروع. وفي حلقة جديدة من سلسلة الاحتجاجات ، توقفت، أمس الأربعاء 19 سبتمبر 2018، الأشغال في مشروع غاز الجنوب بحقل نوارة في صحراء ولاية تطاوين بسبب احتجاجات عمال تابعين لشركة المناولة “يكومينين/سوكوبا (Scominin /Socoba) على خلفية ما أسموه العمال بالطرد التعسفي لعدد منهم. وطالب العمال التابعون لهذه الشركة بإدماجهم في هذا المشروع عند دخوله حيّز الانتاج الذي تأخر كثيرا عن موعده الأصلي نتيجة توقف العمل طيلة فترة اعتصام الكامور الذي نفذه عدد كبير من أهالي ولاية تطاوين. جدير بالذكر أن حقل غاز نوارة هو المزود الرئيسي لوحدة معالجة الغاز بقابس التي انتهت أشغالها وتمّ مد الأنابيب بينها وبين حقل الانتاج كما ينتظر أنيزوّد محطة معالجة الغاز بتطاوين التي لم تنطلق أشغال بنائها ولا حتى الشروع في مد قنوات تزويدها من حقل نوارة بالغاز لملء قوارير الغاز. و كانت المؤسسة التونسية للانشطة البترولية، قد أفادت بان مشروع غاز الجنوب سيدخل حيز الاستغلال في شهر ماي 2019 لضخ حوالي 600 الف متر مكعب من الغاز الطبيعي. واعلنت المؤسسة في وقت سابق بأنها بصدد اعداد طلب عروض بالنسبة لمختلف مكونات المشروع من ذلك مد 94 كم من الانابيب وبناء وحدة معالجة الغاز وجزء ثالث يتعلق بتعبئة قوارير الغاز المسيل بكلفة جملية قدرت بحوالي 330 مليون دينار. و ما انفك أهالي تطاوين يعبرون عن استيائهم من تاخر انجاز هذا المشروع الذين طالبوا به منذ سنة 2012. و وفق المشروع، سيقع مد أنبوب من حقل نوارة إلى قابس يضخ أكثر من مليوني متر مكعب من الغاز يوميا مع أنبوب إضافي يحمل 600 ألف متر مكعب لشمال ولاية تطاوين حيث ستقام محطة لمعالجة الغاز وأخرى لتعبئة قوارير الغاز لتزويد ولايتي مدنينوتطاوين بحاجياتهما من الغاز الطبيعي المنزلي أو عبر القوارير. و يتمثل الجزء الأول للمشروع في مد أنبوب من حقل نوارة إلى قابس وانجاز وحدة معالجة الغاز بقابس بكلفة جملية ب 850 مليون دولار أي ما يعادل 1350 مليون دينار، تتكفل الشركة التونسية للأنشطة البترولية بالنصف والنصف الآخر ستتكفل به الشركة النمساوية «أو أم في». وبالنسبة إلى الجزء الثاني من المشروع فيتمثل في مدّ أنبوب إلى تطاوين وانجاز وحدة معالجة الغاز بتطاوين بسعة 600 ألف متر مكعب يوميا، وانجاز وحدة لتعبئة قوارير الغاز المسيل في تطاوين وسيمكن هذا المشروع من تزويد كامل الجهة بالغاز الطبيعي والغاز المسيل. وتقدر الكلفة الجملية للمشروع ب 130 مليون دولار أي ما يعادل 200 مليون دينار. وستتكفل الشركة لوحدها بهذا الجزء. وسيوفر هذا المشروع 1000 موطن شغل خلال فترة الأشغال و100 موطن شغل قار بعد انطلاق الإنتاج في سنة 2016. وبالنسبة إلى طاقة إنتاجه، فهي تقدر ب 2.7 مليون متر مكعب يوميا من الغاز و7 آلاف برميل من النفط يوميا ، علما وأنه حسب الرزنامة المحددة، فإن مشروع غاز الجنوب يدخل حيز التنفيذ بعد الانتهاء من كافة مراحله في ماي 2016 إذا لم تحصل أي تعطيلات تحول دون انجازه في الوقت المحدد أو لم يقع أي تغيير فيه .