أنتجت الأزمة السّياسيّة التي تعيش على وقعها البلاد, فيضا من التّصريحات حول حلول الأزمة ومواقف الأحزاب بمختلف مدارسها من امكانيّة تفاقم الأزمة وتزايد وتيرة تصديرها لأجهزة الدّولة, وكلّ أدلى بدلوه وقدّم مقترحاته لتجاوز الوضع. في الاطار, كشفت رئيسة الحزب الدّستوري الحر عبير موسي, خلال إشرافها أمس السبت 22 سبتمبر, بولاية قبلي, على ندوة اقليمية لولايات الجنوب الغربي, للتعريف بمشروع الدستور الجديد الذي اعده حزبها, أنّ مفهوم الانظباط الذي يراه البعض نوعا من الدكتاتورية يمثل أساس لصمود الأحزاب. واعتبرت ‘موسي' أنّ الوضع السياسي بالبلاد اليوم “يدمي القلب ويضحك في نفس الوقت, حيث كشفت كل الاوراق وسقطت كل الأقنعة”, في ظلّ عدم قدرة الأحزاب على شدّ منخرطيها, جراء غياب مفهوم الانظباط والانتماء الحزبي, والقيادة الواضحة والقادرة على التسيير والاقناع. كما أشارت عبير الى أنّ إنتماء الاحزاب الى تيارات وروافد فكرية ومدارس سياسية مختلفة, يجعلها غير قادرة على الصمود امام الازمات التي تعمقت بالبلاد, بسبب النظام السياسي الذي احدث تشتتا في مواقع القرار, ودفع بتونس الى الهاوية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وعبرت عن رفضها للنظام القائم, وطرحها لنظام جديد في مشروع الدستور الذي صاغه حزبها, والذي قالت “إنه سيتم جمع الامضاءات المساندة له من كافة ولايات البلاد,، عقب سلسلة من الندوات التي ستعقد تحت شعار “الجمهورية الثالثة حقوق مضمونة وحريات مسؤولة”, معتبرة ان حل الازمة السياسية بالبلاد وأزمة نظام الحكم ستؤدي حتما الى حل كافة الازمات الاقتصادية والاجتماعية. وأفادت موسي, بأن اجتماع اليوم بقيادات حزبها بقبلي, يندرج في اطار الندوات الدورية التي اقرها الديوان السياسي للحزب للقيادات الجهوية والمحلية والقاعدية, والتي تمثل مناسبة للاطلاع على المشاغل والتثبت من جدية العمل الحزبي, والاطلاع على بعض النقائص ومعالجتها, من اجل تحسين ظروف العمل والاستعداد للمحطات السياسية المقبلة.