مثّل تشكّل كتلة الائتلاف الوطني, تزامنا مع الأزمة السّياسيّة في البلاد, وجهة جديدة للمستقيلين من حركة نداء تونس, ومشروع تونس, اضافة الى كتلة الوطني الحرّ صاحبة المبادرة. ومنذ ولادتها, أحدثت جدلا حول دعمها لرئيس الحكومة يوسف الشّاهد, وذهب البعض الى تنسيب كتلة الائتلاف الى يوسف الشّاهد وأنّها نواة حزبه الجديد نحو انتخابات 2019. وقد جدّ هذا الأسبوع, بعد استقالة بعض التّنسيقيّات الجهويّة لنداء تونس, تكوين المستقيلين من النّداء لتنسيقيات تحمل اسم الائتلاف الوطني, وفي هذا السّياق, عبّر الاتّحاد الوطني الحرّ أمس, الثلاثاء 25 سبتمبر, عن رفضه للدعوات لتشكيل تنسيقيات مدنية بالجهات تحمل نفس اسم كتلة الائتلاف الوطني (مكوّنة حديثا بالبرلمان), واعتبر الوطني الحرّ أنّ ذلك تشويش على عمل الكتلة ومقاصدها من استكمال الهيئات الدستورية والدفع بالعمل التشريعي والبرلماني والرقابي. في بيانه, عقب اجتماع مكتبه السياسي, اعتبر الوطني الحرّ أنّ هذه الدّعوات تعرقل الجهود المبذولة من قبل الحزب ومن قبل عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية من أجل إطلاق مشروع سياسي متعدد الروافد يجمع العائلة الوسطية والتقدمية, وذكّر الحزب بضرورة الالتزام بالاهداف التي أسّست من أجلها كتلة الائتلاف الوطني وبميثاقها, موصيا باستكمال هيكلتها وتوزيع المهام داخلها وتوحيد خطابها وتفادي التصريحات التي من شأنها خلق تجاذبات سياسية في خضم الواقع السياسي المشحون, حسب نص البيان. وبخصوص الحوار الذي أجرته قناة تلفزية خاصة مع رئيس الدولة الباجي قائد السبسي امس الاثنين, عبّر الاتحاد الوطني الحر عن رفضه واستنكاره الشديد لما صدر من بعض المنتمين إلى النخب السياسية من تجاوز ومسّ من شخص رئيس الجمهورية, واعتبره مسّا من رمز السيادة الوطنية ووحدة الدولة, داعيا في هذا السياق جميع الأطراف الى التحلّي بروح المسؤولية واحترام ضوابط النقد والحوار السياسي. وبخصوص مسألة رفع الدّعم على المواد الاستهلاكية, أكّد الحزب رفضه رفع الدعم على تلك المواد قبل اعتماد برنامج ناجع لتعويض الفئات الهشة, كما سجّل رفضه برمجة زيادات إضافية في أسعار المحروقات قبل رأس السّنة الحالية, مقترحا ترحيل هذه الزّيادة لقانون المالية لسنة 2019. وحثّ في جانب آخر, السّلطات التونسية على التثبّت من صحة المعلومة الواردة بخصوص مصير الصّحفيين نذير القطاري وسفيان الشرابي, وتسخير قنواتها الديبلوماسية من أجل إظهار الحقيقة التي طال انتظارها.