عندما تتحوّل القضايا العادلة والمواقف الوطنيّة الى ورقة مساومة وملفّ للضغط في المعارك, تفقد القضايا قيمتها. قضيّة اغتيال شكري بالعيد ومحمّد البراهمي تهمّ كلّ التّونسيّين على حدّ سواء لأنّهما شهيدا الوطن, وليسا ملكا لأيّ طرف سياسي ليُساوم بدمهما مصالح خاصّة أو ليغذّي بدمهما حقده الايديولوجي. عادت قضيّة الشّهيدين, البراهمي وبالعيد, لتطفو على السّطح بعد دعوة لجنة الدّفاع عن حزب الوطنيّن الديمقراطيّين الموحّد وحزب التيار الشعبي, الى عقد ندوة صحفيّة تنعقد الآن, في أحد أفخم نزل العاصمة. وتضمّن الاعلان عن النّدوة, اتّهاما مباشرا لحركة النّهضة بالتورّط في الاغتيالات السّياسيّة, تحت عنوان “حقائق تُكشف لأوّل مرّة”!! في الاطار نشرت محامية شهداء وجرحى الثّورة, الأستاذة ليلى حدّاد, تدوينة على صفحتها فايسبوك, مساء أمس الاثنين 1 أكتوبر, عبّرت فيها عن رفضها المشاركة في عمليّة العبث بالأدلّة والبراهين لخدمة مصالح سياسيّة, كما تُظهر تدوينة المحامية الحدّاد, أنّها ترفض المتاجرة بدم الشّهيدين في معركة ايديولوجية وسياسيّة وفكريّة. وقد علم موقع الشّاهد من مصادر خاصّة أنّ محامية شهداء وجرحى الثورة, ليلى حدّاد, رفضت التواجد في النّدوة الصّحفيّة اليوم, ورفضت المتاجرة بدم الشّهيدين.