يوما بعد يوم تزداد أزمة نداء تونس تعمقا، ولا يبدو الانفراج قريبا، فبعد ماروّجه الحزب عن التزام وزرائه في حكومة الشاهد، بالانسحاب والاستقالة متى طلب منهم الحزب، رفضوا مساء أمس حضور اجتماع دعا له السبسي الابن. الخروج عن خط الانضباط الحزبي الذي روّج له السبسي الابن، يحمل في طياته رسالة مفادها أن أعضاء حكومة الشاهد المنتمين لنداء تونس، خيّروا التمسّك بمسار الحكومة واستقرارها على فرضية الفوضى التي تفرضها التجاذبات داخل حزبهم النّداء. في الإطار, دعت القيادية في حركة نداء تونس, سلمى اللومي, إلى إتّحاد كلّ النّدائيين وإنهاء الحرب فيما بينهم مهما كان إختلافهم, وإعتبرت سلمى اللومي, في تدوينة على الفايسبوك, أنّ إنقسام النّدائيين سيؤدي إلى هزيمتهم وأنّ إتحادهم سينقذهم, داعية النّدائيين إلى إيقاف الحرب فيما بينهم والجلوس على طاولة الحوار من أجل تحقيق التقارب. محسن مرزوق من جهته, عبّر عن ضرورة الجلوس إلى طاولة واحدة لتدارس الإشكاليات الدّاخليّة لنداء تونس وتوحيد الصّفوف, أمّا بالحديث عن التّحالف المطروح بين كتلة الحرّة وكتلة السّبسي الإبن, كشف مرزوق أنّ حزبه لن يقبل أن ينغمس في الصّراعات والإنقسامات ولن يكون مع طرف سياسي ضد طرف آخر, معتبرا أنّ إستفحال الأزمة السياسية بالبلاد يتطلّب الرجوع إلى طاولة الحوار بين مختلف الأطراف والنّظر في أحسن السبل لحلحلة الأزمات في شتّى وجوهها. وأكد مرزوق على شرطه الأساسي للتحالف مع كتلة النداء، وهو تغيير القيادة التنفيذية للنداء والمتمثلة في نجل رئيس الجمهورية، واعتبره سبب دمار الحزب بقراراته الخاطئة، حسب تعبيره. في الأثناء, يبدو أنّ إنضمام نداء تونس إلى المعارضة أمر محسوم, خاصّة بعد موجة الإستقالات و هشاشة الحزب والكتلة البرلمانيّة, سيجد النّداء نفسه مجبرا على لعب دور المعارض لحكومة يترأسها الشاهد. وبطبيعة الحال سيواصل السّبسي الإبن محاولاته إسقاط الحكومة بالضّغط عبر إتحاد الشغل والإضرابات. ويبدو أنّ كتلة الإئتلاف الوطني ستلعب دورا مهمّا خلال الدّورة البرلمانية الجديدة, مع ثقل الملفات المطروحة على مجلس البرلمان. ستكون هذه الدورة البرلمانيّة بمثابة إمتحان صعب للقوى السياسيّة ستنبثق عنها خارطة جيوسياسيّة جديدة, ستحدّد مستقبل البلاد.