حملة انتقادات واسعة رافقت اعلان سليم الرياحي رئيس حزب الاتّحاد الوطني الحرّ عن قرار اندماج حزبه في حركة نداء تونس، عن مدى فاعليّته وأهدافه، خاصّة وأنّه قبل أيام قليلة من الاعلان، كانت كتلة الرّياحي وحزبه في تحالف مع كتلة الائتلاف الوطني الدّاعمة لرئيس الحكومة يوسف الشّاهد. انتقل سليم الرّياحي من التّحالف مع كتلة الائتلاف الوطني لدعم مسار الاستقرار الحكومي، إلى الاندماج في نداء تونس الدّاعم لمسار اسقاط الحكومة وزعزعة استقرارها، بكلّ سلاسة حسب تعبيره خلال النّدوة الصّحفيّة. وقد صرّح ل”الشاهد”، النائب عن كتلة الائتلاف الوطني وليد الجلاد، بأنّ قرار الاندماج، فاجأ بدرجة أولى الكتلة التي لم يتم اعلامها بأي شكل من الأشكال، وحسب تعبير وليد، فإنّ كتلة الائتلاف علمت عبر تدوينات نوّاب سليم الرياحي في الفايسبوك، في حين صرّح سليم الرياحي أنّ المشاورات مع نداء تونس، تمّت على امتداد أسبوعين قبل الاعلان. وكشفت قيادة نداء تونس الممثّلة في أنس الحطّاب الناطقة الرّسميّة لنداء تونس، أنّ اندماج الوطني الحرّ في نداء تونس سيقلب المعادلة السياسيّة، وأنّ النّداء يسير نحو العودة إلى التموقع بحجم أكبر من انتخابات 2014. وقد تمّ الاعلان منذ أيّام قليلة عن التركيبة الجديدة والهيكلة المؤقّتة قبل مؤتمر الحزب المزمع عقده في شهر جانفي القادم، حيث تمّ اسناد الأمانة العامّة للحزب لسليم الرياحي ورئاسة الهيئة السياسيّة لحافظ السّبسي ورئاسة الكتلة النيابيّة إلى سفيان طوبال وأنس الحطّاب ناطق رسمي بإسم الحزب. يبدو أنّ ابعاد السّبسي الابن عن رئاسة الحزب يحمل دلالات كثيرة، لعلّ من بينها نفي صورة حزب العائلة، وابن الرّئيس، وإن كان الأمر مجرّد صورة، كما أشار إليه القيادي ناجي جلّول، حين صرّح في احدى الاذاعات أنّ سليم الرياحي ليس “الفاتق النّاطق” في الحزب، وأنّه مجرّد أمين عام. سوّق نداء تونس لتجربة الاندماج على أنّها قرار ثوري سيقلب موازين القوى ويعيد الكفّة لصالح الحزب، لكنّ شيء لم يتغيّر منذ الاعلان، فعلى مستوى الكتل مازالت كتلة نداء تونس تعاني عدم الاستقرار العددي. كما يجدر بالذّكر أنّ مستواها العددي لم يصل إلى مستوى القدرة على تمرير القوانين واسقاط الحكومات.