طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة تتعرض للتحرش الجنسي من قبل أحد العاملين بمركز الرعاية و شيخ تسعيني يعتدي جنسيا على فتيات لا تتجاوز أعمارهن 6 سنوات ، قد لا تُفاجئك هذه الأخبار التي لا تكاد تفارق الصحف المحلية بشكل يجعل هذه النوعية من الأخبار مألوفة و عادية نظرا لتكررها ما يعكس انتشار حالات الاستغلال الجنسي للأطفال في تونس، تترجمها من وقت إلى اخر الإحصائيات الرسمية وشهادات خبراء علم الاجتماع والنفس. و يتلقى مندوب حماية الطفولة سنويا 6 آلاف إشعار باعتداءات مختلفة على الأطفال من عنف لفظي ومادي واستغلال جنسي، فيما كشفت دراسة أجرتها وزارة التنمية والتعاون الدولي بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن أكثر من 90 بالمائة من أطفال تونس يتعرضون لأشكال متعددة من العنف منها العنف المعنوي والعنف الجسدي والعمل الإجباري والاستغلال الجنسي، على الرغم من وجود قوانين “تضمن حقوق الطفولة وتمنع ممارسة أي شكل من أشكال العنف ضدها”. و يرى المختصون في علم الاجتماع أن حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال المبلغ عنها أقل بكثير من الحالات الفعلية إلا أن الخوف من الفضيحة يجعل العائلة تتكتم عن كشف الواقعة كما أن الأطفال معرضون مجتمعيا لكل أشكال الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي حسب درجة انتشار الجهل والأمية والتسرب المدرسي والبطالة والاستبعاد الاجتماعي، الذي تعانيه فئات المنقطعين عن الدراسة وغير المؤهلين لأن يستوعبهم سوق الشغل لغياب وافتقاد التكوين والتأهيل”. عامل آخر تحدث عنه المختصون و المتمثل في “الكبت الجنسي”، إذ أن العديد من مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال يمارس الاعتداء الجنسي كنوع من الانتقام من المجتمع وبدافع التمتع بإيذائه وإيلامه كتنفيس عن الحقد والكره له. من الأسباب الأخرى التي أدت إلى انتشار حالات استغلال الأطفال جنسيا يذكر رئيس “الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل”، معز الشريف، الإفلات من العقاب في مثل هذه الجرائم. ويوضح الشريف أن الإثباتات البيولوجية التي تمكن من معرفة المعتدي تنتفي بعد سويعات من الحادثة وتكتم الأسرة عن الإبلاغ وتقديم شكوى في وقت وجيز يجعل إمكانية التتبع والإثبات معدومة.