دعا نداء تونس في بيانه الأخير تحت توقيع أمينه العام الجديد سليم الرّياحي، إلى تشكيل حكومة دون تشريك حركة النّهضة فيها، ودعا في بيانه الأحزاب الديمقراطيّة إلى المشاركة في المشاورات حول حكومة بقيادته. البيان جاء في سياق الردّ على قرار حركة النّهضة باستكمال مسار الاستقرار الحكومي ودعم رئيس الحكومة يوسف الشّاهد مع فتح مشاورات حول تحوير وزاري جذري، يدعّم الحكومة بكفاءات تساهم في النّهوض بواقع البلاد. في هذا السّياق، عبّر القيادي بالجبهة الشعبية زياد لخضر، يوم الاثنين 29 أكتوبر 2018، خلال استضافته في برنامج تلفزي، عن رفضه لدعوة نداء تونس للطيف الديمقراطي بتشكيل حكومة جديدة، قائلا ” نحن غير معنيين بتاتا بهذه الدعوة.. لم نتفق مع النداء طيلة 4 سنين ولن نتفق معه خلال ال10 أشهر القادمة قبل الانتخابات”. وجدّد “لخضر” الدعوة للشاهد إلى طلب تجديد الثقة في حكومته أمام مجلس النواب، لوضع حد للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أشهر والتي انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي. واعتبر مهدي جمعة، رئيس حزب البديل، أيضا، خلال حضوره في احدى البرامج التلفزيّة، أنّ حزبه غير معني بدعوة نداء تونس للمشاورات حول حكومة من دون النّهضة، وأكّد أنّ الوضع في تونس لا يتحمّل مزيدا من المشاحنات والصّراعات، وأضاف أنّه لم ولن يشارك في صراعات جانبيّة سياسيّة لا تخدم مصلحة البلاد. من جانبه، كشف محمّد عبو مؤسّس حزب التيار الديمقراطي، أنّ "التيار غير معني بدعوة نداء تونس للانضمام إلى العائلة الوسطية لتشكيل حكومة دون حركة النهضة"، قائلا "أعتقد أنّ النداء يقصد الأحزاب المعتدلة وليست الوسطية لأنني أظنّ أنه لا يمكن اعتبار نداء تونس وسطيا بل هو على اليمين". وأضاف عبو،أنّ التيار"معني بتحسين وضع البلاد على الأقل حتى لا يسوء أكثر من الآن وإلى غاية موعد الانتخابات القادمة"، وليس معنيّا بالصّراعات السياسيّة التي تسبّبت في أزمة البلاد اقتصاديّا واجتماعيّا. حركة مشروع تونس، أيضا، رفضت دعوة نداء تونس للتشاور حول حكومة دون مشاركة النّهضة، وعبّر محسن مرزوق، عن رفضه محاولات النّداء توسيع الأزمة السياسيّة واقحام البلاد في صراعات حزبيّة، قد تدفع تونس ثمنها باهضا. يبدو أنّ نداء تونس، بتوجيهه الدّعوة إلى “العائلة الديمقراطيّة”، لم يكسب شريكا جديدا، ويرى مراقبون أنّ وضع النّداء الدّاخلي وهشاشة وهياكله وضعف كتلته النّيابيّة مقارنة مع تحالفات حركة النّهضة ويوسف الشّاهد، لربّما كانت السّبب الرّئيسي لرفض الأحزاب المعارضة المشاركة في مغامرة تلوح ملامح فشلها منذ محاولات تشكيلها.