يتزامن اليوم 2 نوفمبر 2018 مع الذّكرى ال101 لما يُعرف ب”وعد بلفور” ؛ وهو الخطاب الذي أرسله وزير الخارجية البريطاني “آرثر جيمس بلفور” سنة 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد كبير عائلة “روتشيلد”و أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، أيّد فيه موافقة الحكومة البريطانية على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ومثّل أولى الخطوات الممهّدة لإقامة دولة الاحتلال الصهيوني عام 1948، وما عقبها من أحداثٍ مسّت المنطقة العربيّة ككلّ.. وجاء الوعد بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، استطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة. قبل نشره، كانت حكومة بريطانيا قد عرضت نصّ “الوعد” على الرئيس الأمريكي توماس وودرو ويلسون الذي وافق على محتواه دون الإعلان الرسمي عن ذلك. ثمّ جاءت موافقة كلّ من فرنسا وإيطاليا رسميّا سنة 1918، تلتها الموافقة الرّسمية والعلنيّة للرّئيس الأمريكي في 1919 ، وكذلك الموافقة الرسمية لليابان في السنة ذاتها. وفي 25 أفريل 1920 ، أعلن المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو موافقته على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 جويلية 1922 وافق مجلس الأممالمتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923. وبين الدّهشة والاستنكار والغضب، تباينت ردود أفعال العرب تجاه ما وقع الاتّفاق عليه حيال مصير فلسطين. وفي خطوة لامتصاص غضبهم، أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف الحسين بن علي ، بواسطة الكولونيل باست، أكدت فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. فيما أصدرت في ذات الوقت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين بأن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمتين لهم. الحركة الصهيونية العالمية وقادتها استندوا إلى هذا الوعد قانونيا لدعم مطالبهم المتمثلة في إقامة وطن قومي لهم ، بتعهد من إحدى الدول الكبرى ، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، والذي أقرّ البرنامج الصهيوني، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين. وتمكن اليهود من استغلال وعد بلفور، ومن ثم صك الانتداب، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة دولة لهم تحتى مسمّى “اسرائيل” في 15 ماي 1948، ليحظى هذا الكيان بعضوية الأممالمتحدة بضغط الدول الكبرى.. تسلسل الأحداث التي مسّت المنطقة عقب وعد بلفور: 1- ارتفعت نسبة اليهود في فلسطين من 5% فقط إلى 30% في نهاية 1930 أي بعد 13 عاما فقط من الوعد. 2- إقامة دولة إسرائيل في ماي 1948 بعد الحرب العربية للدفاع عن فلسطين بمشاركة مصر والأردن. 3- الوجود الإسرائيلي في المنطقة دفع تل أبيب لزيادة أطماعها الاستعمارية فى الشرق الأوسط باحتلالها سيناء عام 1956 فيما يسمى بالعدوان الثلاثى. 4- احتلال دولة الاحتلال للأراضي العربية في 5 جوان 1967 وضمها القدس الشريف واحتلال الجولان 5- وعد بلفور خلق دولة عدوانية لا تؤمن إلا بالقوة ما دفعها إلى امتلاك مفاعل نووي فى صحراء النقب تهدد به استقرار المنطقة. 6- وجود إسرائيل أدى إلى شتات الملايين من الفلسطينيين فى الدول العربية والأوروبية. 7- فرض حصار كامل على الفلسطينيين فى قطاع غزة و اندلاع 3 حروب ضد غزة فى أعوام 2008 و2011 و2014. 8- التضييفات الأمنية على الفلسطينين فى الضفة والقدس أدت إلى اندلاع انتفاضة اللسكين فى أكتوبر 2015. 9- مساعٍ لجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.