تعددت إضرابات لاعبي أندية الرابطة الأولى عن التمارين هذا الموسم احتجاجا على التأخر في صرف مستحقاتهم وكان عناصر شبيبة القيروان ومستقبل قابس آخر المضربين.. وتعيش أنديتنا في مختلف الأقسام أزمة مالية حادة في السنوات الاخيرة بسبب محدودية الموارد المالية وغياب المداخيل وتعمقت الازمات خاصة في عدد من اندية الرابطة الاولى التي عرفت انسحابات بعض المسؤولين والمدربين نتيجة غياب المال.. حيث تمر أندية الرابطة الأولى بوضعية مالية صعبة منذ سنوات استفحلت بعد الثورة لعدة أسباب لعل أبرزها انعدام الموارد المالية الذاتية وغياب دعم السلطات فضلا عن غياب الجماهير عن الملاعب بسبب إقرار «الويكلو» في مرحلة أولى ثم إقرار حضور الجمهور من طرف واحد في مرحلة ثانية لكن هذا القرار لا يغني ولا يسمن من جوع سيما في ظل تضخم أجور اللاعبين والمدربين. الأزمة المالية لا تقتصر على فرق بعينها بل تنسحب على الأندية دون استثناء لكن بدرجات متفاوتة.. فلئن خيّر لاعبو الفرق الصغرى الإضراب احتجاجا على مستحقاتهم فان بعض لاعبي الفرق الكبرى توجهوا إلى لجنة النزاعات على غرار بلال العيفة ووسام بن يحي وعاطف الدخيلي من النادي الافريقي بما أن الإضراب لم يغير شيئا اذ سبق لهم الدخول في إضراب في شهر نوفمبر 2017 لكن دون جدوى.. فيما خيّر البعض الاحتجاب عن التمارين أو الدخول في مفاوضات مع رئيس الجمعية لتسوية الوضعية. اختيار توقيت غير مناسب خير لاعبو أندية وسط وآخر الترتيب الإضراب عن التمارين في وقت حسّاس وذلك للضغط على رؤساء أنديتهم للاستجابة لطلباتهم وعادة ما تبدأ الإضرابات قبل يومين من مواجهات حاسمة كما هو الشأن في مباراة الشبيبة والنادي الإفريقي إذ رفض اللاعبون قبل المباراة بيوم التحول الى نزل الإقامة والتدرب لينقاد الفريق إلى هزيمة عريضة وشهد فريق الأغالبة هذا الموسم عديد الهزات من استقالات في صفوف الهيئة وإضرابات اللاعبين.. فضلا عن طردهم منذ يومين من طرف صاحب نزل الإقامة من الدخول لولا تدخل رئيس الجامعة وديع الجريء ووعد بحل الإشكال.. وأصرّ عناصر مستقبل قابس قبل يوم من مباراة الكأس ضد الحديد الصفاقسي على الاستمرار في الاضراب عن التمارين بما أن الهيئة لم تلتزم بتعهدها منذ الأسبوع الفارط اذ وعدتهم بصرف قسط من منحة الانتاج فور حصولها على منحة الدعم من المجمع الكيميائي.. لكن تأخر المجمع في تحويل منحة الدعم عكّر الأمور. وكان نجم المتلوي بدوره في بداية الموسم قد شهد تململا كبيرا وأضرب اللاعبون عن التمارين في أكثر من مناسبة.. ومرّ أولمبيك مدنين بعديد الغصرات وأضرب لاعبوه أ عن التمارين في عديد المناسبات بسبب عدم إيفاء الهيئة بتعهداتها تجاههم ويمكن القول أنه يملك الرقم القياسي على مستوى الإضرابات.. فيما لم يخرج لاعبو النادي البنزرتي عن القاعدة وقاطعوا التمارين خلال الجولات الأولى للبطولة.. ومع ارتفاع الرهان ينتظر أن تتواصل الإضرابات وقد يرتفع العدد بما أن أغلب الجمعيات لم توف بتعهداتها تجاه لاعبيها على غرار ترجي جرجيس والملعب القابسي ولكن الوقت غير مناسب خصوصا لفرق تصارع من أجل البقاء في الرابطة الأولى. ما الحل؟ يمكن الإقرار أن المشاكل المالية للأندية لن تنتهي..ولئن خيرت الأندية الكبرى محاولة التخفيض في أجور بعض لاعبيها فان ذلك لن يحلّ الإشكال وستكشف لجنة النزاعات بعد كل اجتماع لها عن شكايات لا تحصى ولا تعد.. في المقابل فان بقية الأندية تغرق وتزيد وضعيتها تأزما مع مرور الوقت في غياب الدعم والمساندة. وقد يكون الحل مستقبلا بيد الجامعة التونسية لكرة القدم بما أن خزينتها ستنتعش بعد مشاركة المنتخب الوطني للمونديال والأكيد أن الأندية سيكون لها نصيب من ذلك من خلال إسناد منحة قد تساعد ولو نسبيا على تجاوز بعض الاشكاليات لكنها لن تحل كل المشاكل المالية وهي مجرد مسكنات فقط.