ألقت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ مدة بظلالها على القطاع الرياضي وعلى الأندية مباشرة فبات جلها غير قادر على تسيير شؤونه اليومية والإيفاء بأبسط تعهداته تجاه اللاعبين والإطار الفني والعملة وهرع الجميع نحو سلطة الإشراف والجامعة لمساعدته في حلحلة الأمور.. والدليل على تعمق الأزمة في صلب الأندية هو الإضرابات المتواصلة سواء في الرابطة المحترفة الأولى أو في بقية الأقسام والتهديد بالانسحاب وغيرها من مظاهر إفلاس الأندية التي باتت تستجدي كل الأطراف وخاصة المستشهرين.. هذا الإرهاق المالي الذي عبث بكيان الأندية أصبح سببا حقيقيا في هجرة المسيرين للنوادي ويبحث البقية على الهروب من تحمل المسؤولية.. «الصباح» سألت عددا من رؤساء الأندية في الرابطتين الأولى والثانية عن كيفية تسيير شؤون فرقهم في ظل الازمة المالية الخانقة والى أي مدى يمكنهم الصمود؟ فكانت هذه إجاباتهم: مروان حمودية (النادي الإفريقي): معاناة يومية والتحمل صعب اعتقد ان كل الفرق تسير شؤونها بطريقة صعبة للغاية والإفريقي من بين النوادي التي تعاني من مشاكل مادية نظرا للتركة الكبيرة من الديون التي وجدناها.. نحن نتعامل مع الوضعية ولكننا غير قادرين على المواصلة لمدة أكثر ولقد تم خلال الجلسة العامة اقتراح تحويل البروموسبور إلى برومو فوت حتى تتحصل النوادي على امتيازات مالية اكثر واعتقد انه الحل الأمثل بخلاف ذلك الصمود لن يكون لمدة طويلة اغلب الفرق تصارع لإنهاء الموسم الرياضي خاصة ان كانت هناك استحقاقات مثل نهائي الكاس ومنح الفوز.. احمد البلي (الاتحاد المنستيري): الكل سيرمي المنديل كل مسير سيرمي في احد الايام المنديل بسبب الاوضاع المالية والدليل نحن كهيئة مديرة للاتحاد المنستيري لن نواصل النشاط ولن نتقدم لفترة انتخابية جديدة بسبب الأزمة المالية.. على الدولة ان تعي حقيقة الوضع وتختار مسارا واضحا وهو إعطاء الفرق كامل صلوحيات الاحتراف وتصبح شركات ونحن بإمكاننا ان نستثمر في هذا الميدان.. وإذا لم يقع الالتجاء الى هذا الحل فان الدولة مطالبة بتوفير الاموال لكل الفرق وهو ما يعد مستحيلا نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.. اعتقد انه من هنا الى 5 سنوات اخرى العديد من الفرق العريقة ستتراجع مكانتها وقد نراها في الرابطة 3 نحن في ازمة كبيرة وأشكال صعب لن نحس به اليوم ولكن سنقف على ذلك في السنوات الخمس القادمة.. نافع الطويهري (جندوبة الرياضية): تقليص المصاريف وتغيير النظام كل الفرق تعاني من ثقل الديون والعبء الثقيل يلقى على عاتق الرئيس الذي يقوم بمجهودات خاصة ويعطي للنادي من امواله الخاصة ولكن هذا لن يدوم طويلا لان الدورة الاقتصادية للبلاد غير قادرة على اعانة الفرق.. الحل يكمن في التقليص من المصاريف والحد من الأجور المرتفعة.. نحن مطالبون بالتقشف وتسقيف الاجور اكثر وتنظيم التنقلات.. نريد ان تكون البطولة من فرق شمال وأخرى من الجنوب حتى تتقلص التنقلات والاقامات في النزل اقترحت على زملائي انشاء لجنة لبحث مشاكل الرابطة الثانية وان تتغير الكثير من الامور وأتمنى ان يكون المستقبل أفضل. وليد الجلاد (مستقبل سليمان): الحل في «البروموفوت».. هي ازمة مالية في البلاد ككل فما بالك بالفرق الرياضية..أتمنى ان تكون التشريعات التي قامت بها الجامعة التونسية لكرة القدم في صالح الفرق للحد من مشاكل الفرق وان تنكب الدولة على مشروع البروموفوت الذي سيخدم الفرق ويساعدها ماليا وان تنشئ كل رياضة هذا النوع من الرهانات.. وان لم يتم ايجاد الحلول السريعة فان الاندية لن تصمد طويلا فالمعاناة كبرى للمحترفين وللهواة خاصة مع تفاقم الأزمة المالية في البلاد.. محمد الغول (اتحاد تطاوين): فلترفع الدولة يدها عن البروموسبور الوضع سيء للغاية وهذا ما تعانيه فرق لها مداخيل قارة مثل اتحاد تطاوين فما بالك بالفرق التي تفتقد الى ذلك.. اليوم نحن امام حتمية ايجاد حلول لان رئيس النادي غير مطالب بالإنفاق من أمواله الخاصة على الفرق اقتراح تخصيص اموال البروموسبور إلى الأندية وعلى سلطة الإشراف ان ترفع يدها عن مداخيل هذه المسابقة واعتقد انه سيكون حلا جذريا للمشاكل المادية للأندية..