قال عبد الرؤوف العيادي السياسي والمحامي إنّ لا تتوفر معلومات كافية حول نشأة تيار “الوطنيون الديمقراطيون” (الوطد) بداية الثمانينات من القرن الماضي. وكتب العيادي في كتابه الصادر منذ أيام بعنوان “الثورة وعنفوان الفكرة”: “أمّا تشكيلة الوطنيين الديمقراطيين فلا تتوفر لدينا المعطيات الدالة على إنتاج أدبيات سياسية يمكن تحليلها وتقديرها من زاوية فكرية، عدى بعض الملصقات الجامعية التي تعرّف بمرجعيتهم الماركسية اللينينية”. وأقيم يوم أمس الجمعة 8 ديسمبر لقاء فكري بتونس العاصمة لتقديم الكتاب، بحضور المؤلف. وتابع المؤلف: “لا نعلم شيئا عن ظروف نشأتهم وإن فوجئنا بعد عودتنا إلى الجامعة سنة 1980 بما يتمتعون به من حصانة غير مفهومة في نظام دكتاتوري، جعلتهم يكيلون له الشتائم دون أن يلاحقوا أو يقمعوا كما جرى لنا سابقا، وتجعل بعضهم يغادرون البلاد إلى الجزائر دون تضييق، بما يبرر القناعة أنّهم موظفون لمهمة تخدم النظام”. ويشار إلى أنّ عبد الرؤوف العيادي هو قيادي سابق خلال سبعينات القرن الماضي في تنظيم العامل التونسي اليساري الذي انبثقت منه عدة مجموعات وأحزاب يسارية موفى السبعينات وبداية الثمانينات. ويرى المؤلف أنّ المهمة التي انتدب لها تيار “الوطد” هي “مواجهة أنصار الاتجاه الإسلامي الذين شرعوا في السيطرة على أجزاء الجامعة”. وتحدث العيادي عن مسيرة بعض رموز الوطد وقال إنّ نظام بن علي البوليسي فسح لهم المجال “للتموقع داخل وسائل الإعلام (سفيان بن فرحات على سبيل المثال) وشغل بعضهم وظائف في الإدارة (رضا لينين) أمّا علي ماركس فقد سمح له بالتدريس في الأكاديمية العسكرية، في حين حظي وزير الفلاحة الحالي سمير الطيب بوظيفة ديبلوماسية بلكسمبورغ”. وتابع الكاتب: “لا نعتقد بأنّ لهم مساهمة فكرية، إذ هو عبارة عن تيار قائم على الإيديولوجيا الماركسية في مرحلة أصبحت فيها هيكلا عظميا وفقدت فيه عنفوانها، وفق تعبيره. ويذكر أنّ عبد الرؤوف العيادي كان أحد قادة مجموعة “العامل التونسي”، ثم انخرط في التجمع الاشتراكي التقدمي بقيادة أحمد نجيب الشابي، وكان من مؤسسي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ثم حركة وفاء، وقد انتخب سنة 2011 نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي.