تفاقمت أزمات نقص المواد الغذائيّة الأساسيّة بالبلاد على غرار أزمة الحليب والزبدة والبيض والدقيق وغيرها.. أزمة أنهكت المواطن الذي يعاني من غلاء الأسعار ومن ندرة المواد الأساسيّة التي تمثّل قوته وقوت أطفاله اليومي. كما كشفت الأزمة عن وضع الفلاح التونسي الذي يعاني من انهيار منظومات الإنتاج ومن غلاء أسعار الأعلاف ومن ضعف الدعم، ما اضطر الحكومة للجوء إلى خيار التوريد. أزمة الحليب أكد قريش بلغيث عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري أن وزارة التجارة لديها مخزون تعديلي لمادّة الحليب يقدّر ب 18 مليون لتر، معتبرا أن النقص في الحليب أو فقدانه لدى التجار أمر باعث للحيرة. وتعليقا على تصريح كاتب الدولة للتجارة الداخلية سمير بشوال بأن الضغط على مادتي الحليب والزبدة سيتقلص مع اقتراب فترة وفرة إنتاج الألبان، تساءل بلغيث عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة والخطة التي وضعتها لتوفير المستلزمات الأساسيّة لأطفالنا خلال فترة الشتاء إلى حين قدوم الربيع، موسم وفرة في انتاج الحليب. وأكّد المتحدّث في تصريح لموقع “الشاهد” وجود مضاربة في الحليب بسبب إخفاء التجار لهذه المادّة، كما اعتبر أن توريد الأراخي لن يعطي نقلة فورية لمردودية القطاع وأن تكاليف توريد الحليب كان من الأجدر أن تخصّص لتشجيع الفلاح التونسي على الإنتاج. واقترح قريش بلغيث البحث عن أسوق بديلة لدعم كلفة الأعلاف التي ما انفكت ترتفع حتى تسببت في عزوف الفلاح عن الإنتاج، إلى جانب تعديل سعر القبول لدى الفلاح من خلال جعل تسعيرة الحليب متحرّكة لتتمكن بذلك المنظومة من استرجاع ديمومتها وسيرورتها العادية. كما أكد أن الفلاح بإمكانه إصلاح المنظومة في شهر أو شهر ونصف شريطة إعطائه الفرصة وتدعيمه ليتمكن من تحصيل هامش من الربح ولو بسيط خلال بيع منتوجه. أزمة البيض وفي ما يتعلّق بأزمة البيض أكد بلغيث أن المخزون الاستراتيجي الذي يؤمنه ديوان الأراضي الدولية ليس كافيا وأنه على جميع الأطراف أن تجتمع على طاولة الحوار وتبحث حلولا جذريّة لهذا القطاع. واعتبر المتحدّث أن قطاع اللحوم البيضاء والبيض منظومة حسّاسة “بروتينات الزوالي”، إذا تداعت فستتضرّر فئة هشة من مجتمعنا، مشدّدا على أن الدولة يجب أن تأخذ على عاتقها تعديل تسعيرة هذه المنتجات. كما اعتبر أن الإشكاليّة في قطاع البيض والحوم البيضاء ترجع كذلك إلى منظومة توريد الأعلاف المرتفعة وتكلفتها، خاصّة مع تدهور الدينار. وعبّر بلغيث عن رفضه لأن يكون الفلاح صندوق تعويض، مشدّدا على ضرورة تمكين كل الأطراف في المجتمع من حظها في الإنتاج لضمان ديمومة منظومات الإنتاج الاستراتيجية التي تعتبر موجهة لضعاف الحال. كما دعا وزير التجارة الى الاخذ بعين الاعتبار الخسائر الكبرى التي يتكبّدها المنتجون، مشدّدا على ضرورة تظافر الجهود للنهوض بهذه المنظومة الهشّة. أزمة الدقيق واعتبر بلغيث أن ازمة الدقيق ناتجة ربما عن صراع بين المطاحن وديوان الحبوب، مؤكدا أن عمليات التوريد الي تقوم بيها الدولة ليست في الوقت المناسب. كما أكد أن الفلاحين لا دخل لهم في أزمة الدقيق باعتبار أنهم يبيعون محاصيلهم لديوان الحبوب لكن منظومة التوريد والتوزيع وضعف موارد الدولة تسببت في هشاشة هذه المنظومات التي لها علاقة مباشرة بتمويلات الدولة