يبدو أنّ المشهد السياسي يتجه نحو إعادة التشكل بما يفتح المجال لظهور تشكيلات سياسية جديدة من رحم أخرى مُهدّدة بالاندثار أو مزيد الانقسام، وقد مهّد لذلك انطلاق عدّاد انتخابات 2019 والمشاكل الداخلية التي تعاني منها بعض الأحزاب. وتظهر تحركات عدد من الشخصيات وتصريحاتهم، مؤخرا، أن المشروع السياسي ليوسف الشاهد الذي كثُر الحديث عنه مؤخرا، هو من بين التشكيلات التي استطاعت العثور على أرضية للبناء بعد تعثّر الأحزاب الموصوفة ب”الوسطية” وفشلها في الانسجام، ما يجعل من هذا المشروع فرصة لضخّ الروح في جسد هذه الأحزاب. وفي هذا الإطار عقد القائمون على هذا المشروع اجتماعات جهوية ومحلية مصغرة، من ذلك اجتماعات بولايات سوسة والقيروان وبنزرت ومدنين بهدف التعريف ببرنامج الحزب وأهدافه المستقبلية لخوض الانتخابات المقبلة، مع استهداف عدد من الندائيين “الغاضبين” من أجل حثهم على الانخراط في الحزب الجديد. الأمر الذي أثار حفيظة حزب نداء تونس. وحذر القيادي في حركة نداء تونس المنجي الحرباوي في تدوينة على صفحته على الفايسبوك كل من يحضر “اجتماعات موازية” باسم حركة نداء تونس ملوّحا بمنعهم من المشاركة في المؤتمر القادم للحركة . واحتضنت العاصمة أمس الخميس اجتماعا ضم العشرات من المستشارين البلديين الندائيين والمستقلين والشخصيات السياسي. وجرى هذا اللقاء بحضور سليم العزابي ورئيس كتلة الائتلاف الوطني مصطفى بن أحمد والنائبة عن الجهة ليلى أولاد علي، وأكد الحاضرون في تدخلاتهم ضرورة الاستفادة من ”أخطاء الماضي” لعدم تكرارها وأن تكون الديمقراطية هي قاعدة العمل والاستناد إلى القواعد باستشارتهم في كل القرارات وتشريكهم في التسيير. ويعد اللقاء الرابع من نوعه بعد لقاءات سوسة وبنزرت والقيروان، وينتظر أن يلتئم اللقاء الخامس بجهة الكاف يوم السبت المقبل. وأكدت مصادر إعلامية أنّ لجنة النظام الداخلي للنداء ستجتمع للنظر في موضوع الوزراء المنتمين للحركة والذين رفضوا الانصياع إلى قرارات الحزب وخيروا البقاء في الحكومة على الاستقالة والعودة إلى نداء تونس، حيث من المتوقع أن يتمّ طردهم. وأعرب وزير التجارة عمر الباهي عن استعداده للمشاركة في المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد، وقال الباهي في حوار لراديو “شمس اف ام” “سأكون سعيد جدا بالانضمام للمشروع السياسي الجديد للشاهد. وكان النائب في البرلمان عن كتلة الائتلاف الوطني وليد الجلاد، قد صرح لشمس اف ام، إن حزب الشاهد “سيتم الإعلان عنه بداية من السنة القادمة وسيكون جامعا وشاملا للعائلة الوسطية اذ يشارك فيه أطراف من النداء ومن آفاق تونس ومن المبادرة ومن مشروع تونس وسيكون حركة جامعة”. وبخصوص المقترحات التي طرحها نواب كتلة الائتلاف الوطني لتسمية مشروعهم السياسي الجديد، فإنه من بين التسميات المقترحة للحزب هي “النداء الجديد” و”أمل تونس” والائتلاف الوطني”