تجاوز حجم التجاوزات و الاخلالات و الفساد في تونس المستوى المعقول بالنظر الى التقرير الذي نشرته دائرة المحاسبات (جهاز رقابة عمومي)،الصادرالسبت 22 ديسمبر 2018. وكشف التقرير ملفات فساد وتبذير في الستاغ و الخطوط التونسية وبقية مؤسسات الدولة و اختلاسات و سرقات في المستشفيات العمومية ،حيث تبين ان ادوية هامة بقيمة نصف مليار اختفت من مستشفى عزيزة عثمانة. أدوية بقيمة نصف مليار اختفت من المستشفى كشفت دائرة المحاسبات في تقريها أنّ المستشفى عزيزة عثمانة لم يسجل في سجلاته كميات أدوية مستلمة من مصحة العمران بقيمة 402.9 ألف دينار خلال الفترة 2012-2015، كما استلم المستشفى خلال الفترة 2013-2015 أدوية خصوصية لمرضى بقيمة 156.4 ألف دينار بعد وفاتهم ولم يتم تسجيلها بالمخزون، من بينها أدوية بقيمة 55.2 ألف دينار أفاد المستشفى بعدم توصله بها رغم أنه تم، حسب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، تسليمها لأحد أعوانه. وأكدت دائرة المحاسبات أنّ الأعمال الرقابية توصلت إلى ملاحظات تبرز نقصا في أداء المستشفى بخصوص إسداء الخدمات وحفظ الصحة والتصرف في النفايات الاستشفائية والتصرف في الأدوية والمستلزمات الطبية والفحوصات التكميلية والتصرف المالي. وأعلنت في تقريرها أنّ فحص عينات داخل الوحدة المعزولة بقسم أمراض الدم خلال الفترة 2012-2017 أفضى إلى وجود جراثيم وتلوث هذه الوحدات وتجهيزاتها بما تجاوز في بعض الفترات الحدود القصوى لتلوث المساحات والمياه والهواء بالوسط العلاجي. أعوان “الستاغ ” يستهلكون أكثر من 11 مليون دينار من الطّاقة مجانا بلغت كلفة استهلاك الطاقة مجانا من قبل أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز 330,11 مليون دينار، في يبلغ حجم الدعم المتعلق به حوالي 950,3 مليون دينار، وذلك سنة 2014 ،بحسب التقرير الصادرعن دائرة المحاسبات. ولاحظت دائرة المحاسبات بأن هناك إفراطا في الاستهلاك الناتج عن هذا الامتياز الممنوح لأعوان ” الستاغ”، في وقت تشهد فيه البلاد عجزا طاقيا مهيكلا يتسبب سنويا في تزايد عجز الميزان التجاري جراء ارتفاع قيمة واردات المحروقات. الخطوط التونسية تسمح بتأمين رحلات طائرات بها “أعطال” قالت دائرة المحاسبات في تقريرها الرقابي ال31، إنّ شركة الخطوط الجوية التونسية سمحت منذ سنة 2016 لطائراتها بتأمين رحلات بأكثر من خمس أعطال خلال نفس الرحلة. وكشفت بأنّ الشركة سمحت بإنجاز رحلات بطائرات بها أعطال نتج عنها في حالات مماثلة حوادث في شركات طيران أخرى، مشيرة إلى أن أعوان الملاحة الفنيين تذمروا من الحالة الفنية المتردية للطائرات خوفا على سلامة الرحلات. واشار التقرير انه تم في سنة 2017، تسجيل 4 أعطال تتعلق بانخفاض الضغط بطائرات الشركة والتي تعتبر “من أخطر الأعطال”، وهو ما جعل دائرة المحاسبات تعبّر صراحة عن قلقها. وقد ألقى تقرير دائرة المحاسبات الضوء على وقوع شبهات فساد في ما يتعلق بالتصرف في مخزون قطع غيار الطائرات. وتم، في نفس الفترة، رصد 658 حالة تتعلق بمعدات معطبة تم إرسالها إلى مختصين في الصيانة لإصلاحها “دون أن يتبين ما يفيد استرجاعها من قبل شركة الخطوط التونسية الفنية”. وأبرزت الدائرة، أنه تم خلال الفترة 2012-2017، نزع قطع غيار من طائرات دون تركيبها بطائرات أخرى وذلك في 22 مناسبة وهو ما قد يخفي تجاوزات تتعلق بالسرقة.