قبل المُواجهة الحامية في انتخابات 2019، انطلقت الأحزاب في عقد تحالفات اتخذت صيغا عديدة من ذلك تكوين جبهات أو التوصل إلى عقد تشاركي يذوب بموجبه حزب الصغير في دواليب الحزب الكبير ، أُصُول هذا العقد تتمثّل في إزاحة الخصم المشترك لهذه الاحزاب المتحالفة بعد أن باءت كل محاولات المنافسة “المنفردة” بالفشل. وعلى هذا الأساس انصهر حزب الاتحاد الوطني الحر مع نداء تونس لتحجيم دور حركة النهضة. ودفعت الضغوطات التي فرضتها الانتخابات التشريعية و الرئاسية ببعض الأحزاب إلى الاقتناع بأنّ مواجهة الأقطاب السياسية الكبرى لن تكون إلا عبر “الالتصاق السياسي” وتوحيد الهدف، لتبرز في الآونة الأخيرة أحزاب وجبهات سياسية جديدة من ذلك “الهجين السياسي” الذي تكوّن بموجب ذوبان حزب سليم الرياحي في حزب النداء ومن المتوقع أن يعلن عن فشله على ضوء المستجدات الأخيرة، من ذلك اختفاء الأمين العام لحزب نداء تونس سليم رياحي، وتبرّؤ نداء تونس من مشاكله والاستقالات الأخيرة لنواب الرياحي الذين انضموا للنداء تحت ضغط الانصهار. وفي خطوة ربّما كانت متوقعة أعلن النائب عن نداء تونس محمود القاهري يوم الجمعة الماضي استقالته من كتلة الحزب الجديدة، وجاء في البيان أن هذه الاستقالة تأتي على خلفية عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من برامج قبل انصهار الاتحاد الوطني الحر في حزب نداء تونس وعدم وضوح الرؤية حول عدة نقاط. وأكد القاهري أن الخطوة أتت بعد استشارة قواعد الاتحاد الوطني الحر والمكاتب الجهوية للحزب بولاية بالقصرين . خطوة تُنذر في مضمونها باقتراب انحلال هذا “الهجين السياسي” الذي تكوّن على قاعدة المصالح الضيقة في حلقة من حلقات “الترذيل السياسي” على رأي النائب عن كتلة الائتلاف الوطني كريم الهلالي الذي أشار في تصريح إعلامي، إلى أن قرار انصهار الحزبين يتنزّل في خانة العبث السياسي ويمسّ من مسار الانتقال السياسي. يذكر أنه تم الاعلان عن انصهار بين النداء والوطني الحر يوم 17 اكتوبر 2018 الماضي، ويُشار كذلك إلى أن عددا من قواعد وإطارات حزب نداء تونس أعربوا عن رفضهم لقرار الانصهار وعبرت 10 تنسيقيات جهوية من القصرين وبنزرت وسليانة واريانة وتونس 1 تونس 2 وسوسة والكاف وبن عروس وصفاقس، عن رفضها للاندماج لما اعتبروه “محاولة السطو على الحزب عبر تركيز غرباء لا يمتون بصلة إلى مرجعيته الفكرية”.