تُؤكد التقلّبات الّتي طرأت على المشهد البرلماني مُؤخرا حقيقة المعركة المحتدمة بين الأطراف السياسية قبيل انتخابات 2019، وتغير توازنات الكتل داخل مجلس النواب في الدورة النيابية الخامسة والأخيرة قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية . تراجع كتل وصعود أخرى، تغيرات طبعت على المشهد البرلماني في الفترة الأخيرة لنشهد ولادة كتل لم يكن لها وجود في انتخابات 2014 على غرار الائتلاف الوطني، واندثار كتل أخرى على غرار كتلة “آفاق تونس” ، و تراجع كتل على غرار نداء تونس الذي فاز في انتخابات 2014، ب89 مقعدا ليتراجع عدد نوابه اليوم إلى 40 نائبا. وغيرت استقالة 6 نواب من كتلة حركة نداء تونس، التوازنات داخل المشهد البرلماني، حيث تراجعت كتلة النداء الى المرتبة الثالثة، بعد ان كانت تحتل المرتبة الثانية، وبقيت كتلة حركة النهضة في المرتبة الأولى ب 68 نائبا تليها كتلة الائتلاف الوطني في المرتبة الثانية ب44 نائبا .، في حين احتلت كتلة حركة مشروع تونس المرتبة الرابعة ب15 نائبا، وكتلة الجبهة الشعبية في نفس الترتيب ب15 نائبا . أما الكتلة الديمقراطية ، فتوجد في المرتبة السادسة (12 نائبا)، وكتلة الولاء للوطن في المرتبة السابعة (10 نواب)، كما يبلغ عدد النواب غير المنتمين للكتل 7 نواب. ويرى مراقبون أن استقرار المشهد البرلماني أو تغيره يبقى رهين الحركة التي يشهدها المشهد السياسي عموما، فما البرلمان إلا مساحة مصغّرة تعكس التحولات السياسية في تونس. لكن التغيّرات داخل هذه المساحة لها أثر كبير خاصة في علاقة بتجميع الاصوات في المصادقة والتصويت أو في الطعن والإسقاط . وتحدّث رئيس الجمهورية الباجي القائد السبسي عن السياحة الحزبية في حوار مع قناة الحوار التونسي في سبتمبر الماضي، وشدّد على ضرورة تنقيح القوانين الأساسية للأحزاب لتفادي ظاهرة السياحة الحزبية. ويشهد حزب نداء تونس منذ فترة أزمة داخلية تراوحت أوجهها بين استقالات صلب كتلتها البرلمانية التي كانت أولى في 2015 كما شهد الحزب انسحابات من التنسيقيات الجهوية و المحلية بعدة ولايات. ويتوقع مراقبون أن تشهد الدورة البرلمانية الحالية إلى غاية تنصيب البرلمان الذي سينتج عن الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في خريف 2019، تنقلات كبرى لنواب الكتل نظرًا لهشاشة الأحزاب وعدم استقرار المشهد السياسي. وبحسب منشورات منظمة بوصلة فإن أكثر من ثلث نواب الشعب غيروا إلى حد الآن كتلهم البرلمانية، فمن 217 نائبا تنقل 74 من كتلة إلى أخرى، وبين هؤلاء النواب هناك من غيروا كتلهم مرتين أو ثلاث أو أربع مرات، مع الإشارة إلى أن أكثر النواب تجوالا بين الكتل ينتمون في الأصل إلى كتلة نداء تونس. وللتذكير فقد قدّم يوم الثلاثاء 8 جانفي 2019 ستة نواب عن كتلة نداء تونس استقالاتهم من الكتلة وهم درة اليعقوبي وعلي بالأخوة ومحمود القاهري ورضا الزغيدي وألفة الجويني وطارق الفتيتي