من الصّعب التكهّن بمستقبل العام الدّراسي في ظلّ ما تشهده الساحة من تجاذبات على أكثر من صعيد. وفيما تُؤكّد المركزية النقابية لاتحاد الشغل والحكومة توصلهما إلى بنود اتّفاق في ما يتعلق بملف التعليم الثانوي، نفت الجامعة العامة للتعليم الثانوي ذلك مُعلنة عن مرحلة قادمة من التّصعيد. وتتواصل اليوم جلسات المفاوضة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة بخصوص أزمة التعليم الثانوي لليوم الثاني على التوالي بعد انعقاد جلسة البارحة و التي وُصفت “بالإيجابية”. وأفاد وزير التربية حاتم بن سالم أمس الخميس بأن المفاوضات بخصوص أزمة التعليم الثانوي تسير بخطى ثابتة نحو الاتفاق بين الطرفين الحكومي والنقابي وفي الاتجاه الصحيح، مبيّنا أن تطرقت إلى كل الإشكاليات وتم بسط جميع النقاط خاصة تلك التي لم يقع فيها الاتفاق من قبل. من جانبه أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ، أنه سيتم “حل أزمة التعليم الثانوي خلال الساعات القليلة القادمة.” ويرى مراقبون أن اتفاق المركزية النقابية مع الطّرف الحكومي لا يعكس في واقع الأمر موقف جامعة التعليم الثانوي التي أعربت عن استنكارها من إقصائها من المفاوضات وعدم اطّلاعها على مجريات التشاورات فيما أكد الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أنّه لا توجد أي بوادر للاتفاق بخصوص ملفّ أزمة التعليم الثانوي. وأضاف لسعد اليعقوبي في تدوينة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، مُخاطبا الأساتذة “توحدوا وتماسكوا لن نقبل إلا ما يرضينا ويحفظ كرامة القطاع كونوا حزمة واحدة لا تكسرها التهديدات وأعدوا ليوم غضبكم ما استطعتم لتكون الرسالة مضمونة الوصول.” من جانبه أكد الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي باتحاد الشغل مرشد ادريس، أنه وخلافا لما تم تداوله، لم يتم ابلاغ الجامعة بتفاصيل جلسة التفاوض أمس بين أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي والوفد الحكومي. ويؤكّد المُتابعون للشأن العام في تونس أنّ التصريحات المُتناقضة صلب اتحاد الشغل تعكس تجاذبات داخل النقابة التي تُعرّف نفسها على أنها كيان متجانس يصعب اختراقه أو كسره حيث عرفت المنظمة وطوال المحطّات الماضية بقراراتها المنسجمة في مختلف المراحل العصيبة. وكان اليعقوبي قد أكد خلال مسيرة الأساتذة التي نُظمت فيفري الماضي أنّ “نقابة التعليم الثانوي غاضبة من الطبوبي لكنها لن تتدخلّ عن واجباتها النضالية وتحركاتها من اجل العمّال ومن أجل تونس.” وكان مئات الأولياء نظموا مؤخرا وقفة احتجاجية ومسيرة نحو ساحة محمد علي رفضا لمقاطعة الامتحانات، ووجّه الأولياء شعارات غضبهم ضد لسعد اليعقوبي، دون الأمين العام نور الدين الطبوبي الذي عرف خلافات مع اليعقوبي انطلقت في المؤتمر الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي انعقد في جانفي 2017. و يستعدّ الأولياء إلى المشاركة في مسيرة كبرى دعت إليها الجمعية التّونسية للأولياء والتلاميذ اليوم الجمعة في 1 فيفري 2019 للمطالبة بالعودة الفورية إلى النسق الدراسي العادي دون ارتهان التلاميذ للمطالب النقابية. يُذكر أن أزمة تعليم الثانوي تتواصل على امتداد أشهر بعد أن قررت الجامعة العامة للتعليم الثانوي مقاطعة امتحانات الثلاثي الأول ومواصلة مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني. كما قررت الجامعة تنظيم يوم غضب بتاريخ 06 فيفري الجاري هو الثاني من نوعه في نفس السنة، احتجاجًا على ما اعتبرته عدم استجابة الحكومة لعدد من مطالبها المتمثلة أساسا في مراجعة سن التقاعد والمنحة الخصوصية