دعا المكتب التنفيذي لحركة النهضة قادة الحركة والمتحدثين باسمها، إلى الالتزام والتعبير عن المواقف والسياسات الرسمية لها، وتأتي هذه الدعوة على خلفية التصريحات التي أدلى بها القيادي بالحركة لطفي زيتون والتي اكد خلالها على ضرورة قيام الحركة بجملة من الإصلاحات التي تمثل استكمال تحويل النهضة إلى حركة مدنية. ومن جانبها أعلنت الهيئة السياسية لحزب حركة نداء تونس عن تجميد عضوية رضا بلحاج ونشاطه صلب الحزب وهياكله على خلفية قيامه بتجاوزات في حق الحزب وهياكله وقياداته. فماهي الضوابط الاتصالية للقيادات الحزبية؟ أكد رضا كزدغلي الخبير في الإعلام والاتصال والعلاقات الدولية أن الضوابط الاتصالية للقيادات الحزبية مسألة غير مرتبطة بالقواعد أو القيادات بل هي مرتبطة بثقافة حزب. وأضاف كزدغلي أنه عندما تكون ثقافة الحزب مبنية على العمل المؤسساتي أو تكون هناك رؤيا لمأسسة العمل الحزبي تصبح هناك ضوابط وموجهات عامة في العمل الحزبي، ومن بين هذه الموجهات هي العمل الاتصالي والإعلامي ما يتعلق بالتصريحات الإعلامية وغيرها، مشيرا إلى أنه عندما تكون هناك “موجّهات” فالمقصود بها أن تكون هناك سياسية وميثاق مؤسساتي يحدّد سياق التصريح والتعامل مع وسائل الإعلام ومع الرأي العام بصفة عامة وعلى جميع القيادات والمنخرطين الالتزام بهذا الميثاق . كما اعتبر المتحدّث أن اللوائح الاتصالية للأحزاب الكبرى ليست لها ضوابط وما زالت في فترة التعلم والممارسة، معتبرا أننا اليوم في حاجة إلى أن نقارن أحزابنا في التجربة الديمقراطية والحديثة بعد الثورة، بأحزاب كبرى على المستوى الدولي لنتأكد من ضرورة تعلم إدارة الشأن الاتصالي من خلال هذه اللوائح. وشدّد الخبير في الإعلام على أهمية التزام القيادات بكل ضوابط الحزب، لأنّ أي تصريح خارج عن سياقه سيضرّ بالحزب، معتبرا أن تصريحات رضا بالحاج ولطفي زيتون لا يمكن إلا أن تعطي انطباعا سيئا عن العمل الحزبي وأمثلة سيئة باعتبار أنهم يرون أن الحل الوحيد لتصفية حساباتهم السياسية الداخلية هو الخروج للإعلام وجعل التجربة الحزبية تجربة هشة. واكد كزدغلي ضرورة مأسسة العمل الحزبي ووضع استراتيجية تضع ضوابط ووجهات العمل الإعلامي في علاقته بالرأي العام وقيادات الرأي المؤثرة ليس فقط على وسائل الإعلام التقليدية، بل كذلك على مستوى التدوينات على المواقع الاجتماعية التي تكتسي التأثير نفسه. واعتبر رضا كزدغلي أن الضوابط والتوجهات الكبرى مبنية على أساس أن الموقف الرسمي للحزب ينبني على مؤسساته من خلال الناطق الرسمي باسم الحزب، ولا يحق للفرد إلاّ أن يعبر عن رأيه الشخصي الذي لا يمس من مصلحة الحزب. وأضاف المتحدث أن الموقف الذاتي للشخص يبقى دائما ذاتيا والتصريح به يكون بالإعلام بأنه تصريح ذاتي ووضع التصريح في سياقه الشخصي، ليتحمل بذلك النتائج التي تحصل بعد ذلك التصريح، مضيفا أن ما يحصل داخل المؤسسة بموجب الالتزام والانخراط هو شأن داخلي لا يسمح بالتصريح به في الخارج.