يُواجهُ حزب رئيس الحكومة يوسف الشاهد “تحيا تونس” والّذي تمّ الإعلان عنه موفى جانفي الماضي، تُهمة استغلال إمكانيات الدولة للترويج لنفسه انتخابيّا، وما زاد من حدّة الجدل هو توجه الحزب نحو تكليف شوقي قداس رئيس هيئة حماية المعطيات الشخصية برئاسة لجنة الإعداد للمؤتمر التأسيسي لحزب “تحيا تونس”، الأمر الذي أثار جدلاً واسعا باعتبار أنّ الصفة الرسمية لشوقي قداس (رئيس الهيئة) تفترض عليه اتخاذ مسافة من كل الحساسيات السياسية . واعتبر القاضي الإداري السابق والمحامي أحمد صواب، أنّ تكليف شوقي قداس والعضوة السابقة بالهيئة العليا المُستقلة للانتخابات نجلاء ابراهم بالإشراف على مؤتمر تحيا تونس، “مسٌّ من حيادهما”، قائلا “ما كان عليهما الإشراف على مؤتمر حزبي في كافّة الحالات”. وأضاف الصواب في تصريح صحفي: “برأيي من له وظيفة رسمية سواء كان قاضيا أو واليا أو رئيس هيئة دستورية لا يجب أن يحضر أيّ مؤتمر حزبي حتى كضيف شرف درءا للشبهات خاصة أنّنا في فترة حسّاسة جدّا لأنّه في صورة لبّى دعوة حزب ما عليه تلبية دعوات كلّ الأحزاب"، متسائلا بأسلوب ساخر: "ما الذي يمنع إذن نبيل بفون أو شوقي الطبيب أو النوري اللجمي من ذلك ؟”. في المقابل، يردّ سليم العزابي المنسق العام لحركة “تحيا تونس” في حديثه مع موقع “الشاهد”، على هذه النّقطة بالقول: “هذه الشخصيات المستقلة على غرار شوقي قداس ونجلاء إبراهيم لن ينخرطا في الحركة ولكنّهما في المقابل، يحظيان يالمصداقية والنزاهة اللازمة لتنظيم مؤتمر على أساس الديمقراطية والشفافية”. من جهة أخرى يتحدّث المتابعون عن وجود مخاوف عديدة حول الانتخابات القادمة وخاصة التخوف من عدم تساوي الحظوظ فيها إذ أن الحكومة الحالية تواجه تهمة عدم الحياد باعتبار أن رئيسها يوسف الشاهد وعددا من أعضاء الحكومة أصبحوا محسوبين على المشروع السياسي الجديد، لكنّ العزابي يؤكد وفي حديثه مع موقع “الشاهد”، أنّه “لا خوف على الخلط بين الدولة والحزب مؤكدا أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد منكب تماما على مشاغل التونسيين والقدرة الشرائية لهم والمسائل الامنية والوضع الاقتصادي والاجتماعي وليس له أيّ تدخّل في الحزب.” وحول اتهام الحزب باستغلال موارد الدولة للتكفل بمصاريف تنقل الحزب إلى فرنسا للاجتماع بيوسف الشاهد، أكّد العزابي “أنّه سافر على حسابه الخاص إلى فرنسا من أجل الاجتماع بالجالية وإطارات الحزب هناك مشيرا إلى انه “لم يحضر أي وزير ولا رئيس الحكومة في هذا الاجتماع”. وبيّن العزابي أنّه تم تكليفه يوم 27 جانفي من قبل الحركة بالقيام بمسار توحيدي داخل الحزب بالتشاور مع أحزاب حركة مشروع تونس و حركة المبادرة وحزب البديل التونسي وشخصيات دستورية كبيرة. وأفاد العزابي أن هذا المسار سينطلق يوم 2 مارس وينتهي يوم 21 أفريل لانتخاب هياكل وطنية وجهوية ومحلية منتخبة مباشرة من القواعد. يذكر أنّ حركة تحيا تونس، أودعت أمس الأربعاء 20 فيفري، رسميّا ملفها القانوني من أجل الحصول على تأشيرة العمل القانوني. يأتي ذلك بعد أشهر من الإعداد للحزب الجديد الذي ينسب إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد والذي يستعد أيضا للانطلاق في السباق الانتخابي لسنة2019، في ظلّ تستر الشاهد عن نواياه بخصوص الانتخابات الرئاسية، إذ لم يحسم إلى حدّ اللحظة، نيّة الترشح من عدمه.