تواترت الأحداث سريعًا بالمشهد السياسي المحلّي منبّأة برؤية مستقبلية جديدة قد تعيد خلط الأوراق من جديد بعد كميّة المتغيرات التي شهدتها الساحة السياسية إثر الانتخابات البلدية، من ذلك إنهاء التوافق بين حزبي النهضة والنداء سبتمبر الماضي بعد 5 سنواتٍ من الحكم المشترك. وتشير المعطيات الجديدة والأحداث الأخيرة إلى إمكانية عودة التوافق بين حزبي النهضة والنداء باعتباره يمثل من شروط الإستقرار السياسي في تونس كما يمثل مسألة حيوية بالنسبة للجميع، في ظلّ المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب تعاضد الجهود من قبل الأحزاب السياسية الوازنة في البلاد. وأعلنت حركة النهضة عن لقاء جمع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ، اليوم الاثنين 4 مارس 2019 ، برئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي وتناول اللقاء الوضع السياسي العام في البلاد . وعبّر القيادي في حركة نداء تونس رؤوف الخماسي والذي يعدّ من ابرز القيادات النافذة في نداء تونس ، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة على الفيسبوك ، عن مباركته اهذا التقارب . وكتب الخماسي في نص المنشور : “أبارك عودة الحوار بين نداء تونس وحركة النهضة لأننا ضد القطيعة التي لا تخدم إلى أعداء الخيار الديمقراطي”. وحول فحوى اللقاء الذي جمع بين رئيس الهيئة السياسية حافظ السبسي و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري أنهما تطرقا خلال اللقاء إلى الوضع العام في البلاد، مشيرا غلى أنهما اتفقا على أن يبقى الحورا بينهما. ويشهدُ نداء تونس في الفترة الأخيرة أحداث متتالية و مثيرة تحملُ في طياتها تأثيرات غير معلومة قد تؤثّرعلى تموقع الحزب و موقفه من محيطه السياسي والحزبي، و من بين هذه المتغيرات تجميد عضوية رضا بلحاج والمعروف بمناهضته للتوافق بين النهضة والنداء بعد 7 أشهر من عودته إلى الحزب والتي تزامنت مع فكّ الإرتباط بين الحزبين. وقال القيادي في حركة نداء تونس عبد الرؤوف الخماسي في تصريح سابق أنّ الأيام القليلة القادمة تحمل عديد المفاجآت في علاقة بالحزب، مشيرا إلى انّ النداء بصدد استرجاع قوّته.