تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي صورة التقطت لفرض تأليفي لامتحان مادّة الفيزياء تضمن أحد أسئلته آية قرآنية، وأثار الموضوع جدلاً على المنصّات الإفتراضيّة. وشنّ نشطاء حملة ضدّ الأستاذ لسبيين أولهما انتقاد الفرض بيداغوجيا باعتبار تداخل اللغتينين العربية والفرنسية في ذات الفرض، والنقد الثاني انطلق بخلفيات ايديولوجية، حيث قام البعض بالتحريض ضد الاستاذ ووصفه “بالدّاعشي” وهناك من ذهب حدّ المطالبة بعزله. ودوّن مروان “يستحق مجلس تأديب و مساءلة و شرح. ثم عقوبة تصل حد الفصل من العمل..هذي فيزياء .. يلتزم حدود البرنامج متاع الكتاب المدرسي و كهو” و كتب ماهر “وهو اش دخل القرآن في فرض فيزياء !؟؟ علاش يلز فالدين في غير مكانو بالك استاذ تربية دينية هو.” في المقابل، أكد آخرون أنّه لا يمكن مؤاخذة الأستاذ بيداغوجيّا ولا علميّا، باعتبار أنّ معنى الآية متفّق عليه، خاصّة وأنّنا نتحدّث في تعليمنا عن بيداغوجيا الإدماج الأفقي بين الموادّ، وهناك من أكد أن مركز الاستنكار والسخط على الاستاذ لم يكن من منطلق تداخل اللغتين بل بسبب استخدام الاستاذ لآية من القرآن الكريم الذي بات يشكل اشكالا لدى البعض وربّما بات يدخلهم في حالة من الهلع، ولو استخدم الاستاذ بيتا شعريا عربيا أم كلمات اغنية لم يكن ليتعرض لهذه الهجمة الشرسة، وفق تعبيرهم و تساءل الكاتب عبد اللطيف العلوي في هذا السياق “ما الّذي جعل هذه الوضعيّة بالذّات تثير كلّ هذا الضّجيج والعجاج، حتّى لكأنّ الرّجل كفر أو ادّعى النّبوّة أو الرّبوبيّة؟؟ تعالوا نسقط الأقنعة !!! أنتم لم يحرق أذهانكم سوى أنّها آية من القرآن، ولو كانت أيّ شيء آخر لما حرّك لكم شعرة ولا نعرة ولا بعرة. أنتم تتصرّفون كمرضى أو مجاذيب أو دراويش، هناك نوع من الأطفال من أبناء الطبقة الفرنكفونية اللقيطة، كلّما سمعوا تلاوة القرآن أصابهم نوع من الصّرع، نعم حدث هذا أمام عيني ذات مرّة في أحد أعياد الميلاد، طفلة صغيرة، بمجرّد أن سمعت تلاوة القرآن أغلقت أذنيها الاثنتين بيديها وراحت تصرخ: سكّتووووه سكّتووووه!!! تخيّلوا ما هي نوعيّة التربية التي أوصلت طفلة في سنّ الرابعة إلى تلك الحالة!! من جانبه كتب ياسين الخالدي “نعتذر نحن الأقليّة المسلمة في تونس نيابة عن الاستاذ عن الحرج والضيق الذي سببناه لصدوركم بعد كتابته آية قرآنية في فرض فيزياء “وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا”. فيما تساءل آخرون قائلين ” هل بات القرآن جريمة؟” ولتوضيح هذه المسألة، أكد الصحبي البصلي أستاذ مادة الفيزياء بالمدرسة الاعدادية النموذجية بالقيروان، أن الآية القرآنية لها علاقة بالدرس حول الضغط الجوي “فهي تفسر النظرية الفيزيائية التي تؤكد كلما ارتفعنا في طبقات الجو العليا ينخفض الضغط الجوي”. من قوله تعالى {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} (الأنعام: 125) وأشار إلى رغبته في إيصال المعلومة للتلاميذ بكل الوسائل المتاحة واستغلال العديد من المواد على غرار الرياضيات وعلوم حياة الأرض والتربية الإسلامية. وأضاف البصلي أن كبرى الجامعات الأمريكية والبريطانية تستعمل طرقا عصرية لإيصال المعلومة للتلميذ من خلال استغلال كل اللغات والمواد “وقد اجتهد بدوره من خلال استغلال آية قرآنية في مادة الفيزياء لتبسيط السؤال وقد تمكن كلّ التلاميذ من الإجابة بشكل صحيح” حسب قوله. وشدّد الأستاذ على خبرته في مجال التدريس لأكثر من 25 سنة واعتماده لطرق بيداغوجية مطابقة لبرنامج وزارة التربية.