تستعدّ تونس لاحتضان الدورة السادسة والثلاثين للقمة العربية، وشهدت الساحة المحلية تماهيًا مع هذا الحدث حركيّة غير مسبوقة، سياسيًّا وأمنيًّا ولوجستيًا، وانخرط سياسيّون من أحزاب مختلفة في أجواء القمة، وانقسمت مواقفهم بين من يدعو إلى التهدئة والكفّ عن المناكفات السياسية وبين من يدعو إلى النّفير والاحتجاج، محذّرا من تحويل تونس إلى منصّة للتآمر على القضايا العربية والإنسانية. ودعا الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق السياسيين وكافة المشتغلين بالشأن العام إلى اعتبار أيام انعقاد القمة العربية بتونس أياما حُرما وأيام هدنة. وقال في تدوينة نشرها الأحد 24 مارس ” أطلب من كافة المشتغلين بالشأن العام سياسيين كانوا أو غيرهم أن يؤجلوا التعبير عن خلافاتهم وأن يعتبروها أياما حُرما وأيام هدنة، لا نذكر من شأننا سوى ما نعرف من صفات تونس الجميلة وأن نتعصب لا في الخلاف حولها بل في حبها وأن نحشد كل قيمنا للترحيب بضيوفنا”. كما دعا مرزوق إلى احترام مؤسسات الدولة ورموزها وعلى رأسها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مؤكّدا أن حزبه سيكون أول الملتزمين بذلك السلوك. أمّا الجبهة الشعبية فقد اختارت استقبال القمّة العربية بمظاهرات واحتجاجات، معتبرة ان هذه القمّة ستحوّل تونس إلى منصّة للتآمر على القضايا العربية والإنسانية ومحذرة في الآن ذاته “السّلطات التونسية من الانسياق وراء الأجندات المعادية للقضايا العربية ومصالح الشعوب وتلويث سمعة تونس بتمرير صفقة القرن وكل بنود المشروع الصهيوني الامبريالي انطلاقا منها”. ودعت الجبهة الشعبية التونسيين في بيان صادر عنها بمناسبة انعقاد القمة العربية يومي 30-31 مارس الجاري في تونس إلى “تكثيف الاحتجاجات طيلة أيام انعقاد القمة العربية رفضا للتطبيع مع العدو الصهيوني واحتجاجا على الحكام العرب وفسادهم واستبدادهم وتواطؤهم مع أعداء الأمة العربية والإنساني”. وفي تعليقه على دعوة محسن مرزوق لإحداث هدنة داخلية، قال القيادي بالجبهة الشعبية عمار عمروسية” سمعت أحدهم يطالب بالابتعاد عن المناكفات السياسية خلال هذه الفترة بسبب القمة العربية…هذه القمة هي قمة الانهيار والعار والصورة الأبشع التي عُلقت بالمرسى لمحمد بن سلمان قاتل الصحفي خاشقجي”. وأثارت لافتات تحمل صورة الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، استياء مواطنين ومسؤولين في تونس، بعد ان عمدت شركات تنظم رحلات العمرة والحج إلى تعليق لافتات عملاقة تحمل صورة الملك السعودي، وذلك قبل أيام من زيارته لتونس لحضور القمة العربية المرتقبة نهاية الشهر الجاري. وتنطلق اليوم الثلاثاء الأعمال التحضيرية للقمة العربية في دورتها الثلاثين المقرر انعقادها في 31 مارس في العاصمة، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية العميد سفيان الزعق إنّه تمّ اتخاذ أقصى الاحتياطات والاستعدادات للقمة العربية. وسيتم عقد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري يوم الخميس الموافق 28 مارس ثم اجتماع وزراء الخارجية الجمعة الموافق 29 مارس، ويوم السبت 30 مارس سيكون مخصصًا لاستقبال القادة على أن تعقد القمة يوم الأحد 31 مارس 2019.