تبنت حركة النهضة موفقا واضحا تجاه العنف الذي سُلّط على رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، رغم أنّ الاخيرة لا تفوّت في العادة فرصة إلاّ وتوعدت بإيداع قيادات حركة النهضة في السجون وعزلهم ومحاسبتهم على “جرم الديمقراطية” الذي منحوه للشعب التونسي. لكن الحزب الذي وعدت عبير موسى في حملتها الانتخابية بتصفيته، أبدى موقفًا إزاء ما حدث من اعتداء على موسي، وصفه مراقبون بالدرس الذي من الممكن ان تمنحه الثورة لأعدائها. وندّدت حركة النهضة في بلاغ صادر عنها في ساعة متأخّرة من ليلة أمس الاحد بالاعتداء على اجتماع حزب عبير موسى بسيدي بوزيد، مذكّرة ب”موقفها الثابت والمبدئي وهو احترام مقتضيات القانون الضامن لحق الاجتماع والتعبير لكل الأطراف السياسية والفكرية”. وفي سياق تعليقه على الموضوع، كتب الباحث سامي براهم “الحزب الذي تبشّر بإعادته للسّجون يرفص مصادرة حقّها في التّعبير الذي كفلته لها الثّورة ودستور الثّورة التي تسفّهها وتبني حملتها على إيقاف مسارها. هل هناك صفعة أقوى وابلغ من صفعة الثّورة؟ العاقبة لصفعة الصّندوق”. وكتب النائب بالبرلمان عن حركة النهضة قائلا: “رغم أن السيدة عبير موسي لا تعترف بالثورة بل إن مشروع حزبها الذي تبشر به التونسيين هو الانتقام من الذين قاموا بالثورة لانهم انكروا جميل بن علي ومن الذين استفادوا منها لانهم أخذوا مكان نظامها الاستبدادي بغير وجه حق، فإن السبيل الوحيد والسليم في التعامل معها هو صندوق الاقتراع. العنف بكل اشكاله لا يصنع تحضرا”. وكان روّاد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قد تداولوا يوم الاحد تسجيلا يظهر فيه محتجون تجمهروا أمام النزل الذي تعقد فيه رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي اجتماعها. وطلب المحتجون من قوات الأمن إخراج موسي رافعين شعار “يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب” ثم خرّبوا عجلات سيارات الوفد المرافق لها وقد تعرّض موكبها قبل ذلك في الصباح إلى الرّشق بالحجارة والبيض. وردّا على الاعتداء الذي تعرّضت له، اتهمت موسي في كلمة ألقتها أمام انصارها بسيدي بوزيد ما أسمتها بالقوى الرجعية بتسخير مجموعة استغلت فقرها وحاجتها للاعتداء على موكبها. وعبر المحتجون عن رفضهم لأي نشاط لعبير موسى بسيدي بوزيد اعتبارا منهم ” بان موسي رمز من رموز النظام السابق وان حضورها الى المنطقة يعد وفق تعبيرهم إهانة لنضالات وتضحيات اهالي سيدي بوزيد الذين كانوا سببا في رحيل نظام بن علي”.