تمسّكت تونس ومنذ استقلاتلها في 20 مارس 1956 بالتزامها بميثاق منظمة الأممالمتحدة وبمبادئ القانون الدولي والشرعيّة الدوليّة باعتبارها ركائز العلاقات الدولية في إدارة الملفات الكبرى. وقد ظلت تونس دائما تستند إلى هذه المبادئ من خلال مشاركاتها في اجتماعات منظومة الأممالمتحدة، حيث تعكس مواقفها انتماءها العربي الإسلامي والإفريقي والمتوسطي، وهو إنتماء متعدّد الأبعاد جعل مشاركة تونس في أشغال منظمة الأممالمتحدة تكتسي طابع دوليا وإقليميا. وتسعى تونس للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدّولي للفترة الممتدة بين 2020 و2021، خلال الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 7 جوان المقبل بالجمعية العامة للأمم المتّحدة ، مع العلم ان تونس ستكون المرشح الوحيد للمقعد المخصص لمنطقة شمال إفريقيا بمجلس الأمن لهذه الفترة. وتؤكدّ كل التوقعات أن تونس ستفوز بهذا المقعد بفضل مساندة المجموعات الإقيليمية التي تنتسب إليها (مجموعة البلدان العربية ومجموعة البلدان الإفريقية…)، غير أنّ عدد الأصوات التي ستحصل عليها هو الذي سيحدّد وزنها داخل المنتظم الأممي. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية امس السبت ان وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي سيؤدي زيارة عمل الى نيويورك خلال الفترة المتراوحة بين 8 و 11 افريل الجاري وذلك في اطار حشد الدعم الدولي لترشح تونس للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي للفترة 2020-2021 ، خلال الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 7 جوان المقبل بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضحت الوزارة في بلاغ إعلامي أن الجهيناوي سيجري خلال هذه الزيارة سلسلة من اللقاءات مع عدد من سامي المسؤولين في منظمة الأممالمتحدة ومع ممثلي البعثات العربية القارة في المنظمة، بالإضافة إلى ممثلي المجموعات الإقليمية والجهوية على غرار المجموعة الإفريقية والمجموعة الآسيوية وأوروبا الشرقية وغيرها. وستمثل هذه اللقاءات مناسبة للتعريف بأولويات تونس خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي، وتأكيد حرصها على خدمة القضايا العربية والإفريقية والدولية الراهنة، وتمتين علاقاتها مع مختلف الشركاء لتعزيز السلام المستدام ومنع نشوب النزاعات والمساهمة في التسوية السلمية للنزاعات، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق صلب هياكل الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ومجابهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ والتهديدات السيبرانية. وتشارك تونس بصفة حثيثة ونشيطة في المداولات حول القضايا الرئيسية المدرجة في جدول أعمال الجمعيّة العامة، من ذلك مسألة إصلاح منظمة الأممالمتحدة حيث أكدت على ضرورة إضفاء النجاعة على أداء المنظمة في معالجة أهم القضايا التي تواجه الإنسانية اليوم وبخاصة المسائل المتعلقة بالتنمية وتحسين ظروف العيش لدى العديد من الشعوب والمناطق في العالم. وقد سبق لتونس أن انضمت إلى مجلس الأمن الدّولي كعضو غير دائم في ثلاث مناسبات سابقة خلال الفترات (1959-1960) و(1980-1981) و(2000-2001)، وفق ما ورد على الموقع الرّسمي لمنظمة الأمم المتّحدة. و يتكوّن مجلس الأمن من 10 أعضاء منتخبين، و 5 أعضاء دائمين و هم (الصّين والولايات المتّحدة و فرنسا و المملكة المتّحدة و الاتحاد الروسي).