تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأطباء تونسيون مستبشرون بتجهيز صناديق مخصّصة لنقل جثامين الرضع أو الأطفال الذين يفارقون الحياة بالمستشفى عوضا عن العلب الكرتونسية التي كانت تستعمل سابقا. وقد دوّن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي “الصّنادق حضرت و تزيّنت بدعاء لائق بسِنّ الصّغيّرات اللي ستوضع جثثهم فيها .. ????انتظرنا تحقيق و محاسبة ياخي هبّطو سيلفيات مع الصّنادق و كأنّهم يحبّو يقولو : ضمننا للصغيّرات موت محترم ???? أوّل مرّة نشوف ناس يتصوّرو مع صنادق و هوما سعداء هكّة !” وقد نشرت الصفحة الرسمية للممرضين التونسيين الصور مرفوقة بتعليق “مبادرة من بعض أعوان الصحة قد تنهى مشكلة الكرطونات ببعض اقسام التوليد و طب الرضيع .. فكرة و إنجاز من الأعون عوضا عن المسؤولين بالقطاع شكر خاص لكل المرشدات الإجتماعية لمستشفيات كل من القصاب والأطفال وشارل نيكول ووسيلة بورقيبة على تعاونهم في إنجاح هذه البادرة الطيبة لتمكين مركز التوليد و طب الرضيع بتونس والمستشفى الجامعي شارل نيكول من صناديق عوضا عن الكراطين للرضع المتوفين”. وقد مضى شهر بأكمله على وفاة 15 رضيعا بقسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة بالعاصمة، ولم يتم إلى الآن الكشف عن الأسباب الحقيقيّة التي أدت إلى وفاة الرضع، الحادثة التي هزّت المجتمع التونسي وكشفت عن مرض قطاع الصحة العمومية في تونس وتدني خدماته. وكشفت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشّيخ، اليوم بأنّه سيتمّ خلال الأسبوع الجاري الإعلان عن نتائج تحاليل العيّنات الّتي رُفعت لدى الولدان والوسط العلاجي لتحديد نوعية ومصدر التعفّنات التي أودت بحياة 15 رضيعا في قسم التوليد وطب الرضع بمستشفى الرابطة، مشيرة إلى أنّ الوزارة ستُقدّم كل مُستجدّات الملف دون أن تُخفي أيّ شيء. وللتذكير فقد أعرب أولياء الرضع الذين أعلنت وزارة الصحة عن وفاتهم بمركز التوليد وطب الرضيع بالرابطة، عن استيائهم من تسليمهم لجثامين أبنائهم في ‘كرذونة'، ممّا أثار جدلا واسعا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي واعتبارها مهينة للعائلات. وفي تصريح لها للقناة الوطنية الأولى، قالت المديرة العامة للصحة نبيهة البورصالي فلفول، إن تسليم جثامين الرضع في ‘كرذونة' هي الطريقة المعمول بها وتدخل في إطار العادات المتداولة. وأرجعت نبيهة فلفول تسليم جثامين الرضع في ‘كرذونة' إلى عدم توفير البلديات لصناديق خاصة بالرضع. ومن جانبها أكدت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ أن رئيس الحكومة « يوسف الشاهد أعطى تعليماته باستبدال ” الكرذونة ” التي يوضع فيها الرضيع المتوفى لتسليمه إلى أهله في وضعية أقل ما يُقال عليها بالمهينة وذلك في غضون شهر. وقالت الوزيرة “علينا احترام الملائكة وقداسة الأرواح البشرية… ليس لأنه صغير يتم وضعه في كرذونة ” .