أكد الباحث والكاتب محمد الحاج سالم أن أسباب عزوف التونسي عن القراءة متعددة ومتداخلة من بينها ارتفاع سعر الكتاب بمفعول انحدار الدينار التونسي، كما أشار إلى أن العزوف عن القراءة ظاهرة عالمية تعزى إلى طغيان التقنيات الجديدة خاصة وان الهواتف الذكية والانترنت والحواسيب تتيح للشخص البحث عن المعلومة باسهل الطرق الممكنة كما أنها تمزج بين التسلية والقراءة. وأضاف الحاج سالم في تصريح لموقع الشاهد أن الانترنت توفر المعلومات لكن بدون تحليلات في حين أن الكتب تحلّل الظواهر في العمق ورغم ذلك اضحت غير مطلوبة والقارئ غير معني بها. كما بيّن المتحدّث وجود نقص رهيب في المطالعة والتشجيع عليها حتى في مرحلة الابتدائي والثانوي وأن بعض الاشخاص لا يقرؤون البتة بعد مغادرة مقاعدة الدراسة، موضّحا أن استرجاع جمهور القرّاء يكون باعتماد سياسة واضحة تحفّز الشباب على الاهتمام بالقراءة والكتابة. وأضاف الباحث أن الدولة ليس لها سياسة للنشر ولا استراتيجية وطنية من اجل تدعيم الكتاب، وأن هناك دور نشر عديدة لا تحسن التعامل مع الكاتب الذي يخصّص له فقط 10 بالمئة من سعر بيع الكتاب اذا بيع والحال انه كان بالامكان اعتماد سياسة غير المعتمدة حاليا التي تجعل دور النشر تربح مئات الملايين من مجهود الكاتب والمبدع. وشدّد محمد حاج سالم على ضرورة العمل لجعل الناس يحترفون الكتابة مؤكدا أنه اذا توفر الكتاب بالكمية المطلوبة والسعر المتاح للطبقات الوسطى يتقلص العزوف على القراءة.