لا يزال صراع الشقوق يدقّ طبول الحرب في نداء تونس بعد تنظيم مؤتمر مثير للجدل، كان ينتظره الندائيون من أجل تصحيح المسار وتثبيته ولملمة جراح الحزب فإذا به ينقسم إلى شقّين الأوّل رئيس الكتلة سفيان طوبال والثاني المدير التنفيذي السابق حافظ قائد السبسي دون اعتبار من قفز من السفينة أو من رفض الاصطفاف وراء هذا أو ذاك ليحافظ النداء على أزمته التي لا تكاد تنتهي حتّى تتعمّق أكثر. يوم السبت الفارط، اجتمع الشقّ الأوّل في الحمامات بإشراف رئيسة المؤتمر سميرة بالقاضي بينما اجتمع الشقّ الثاني في المنستير بإشراف عيسى الحيدوسي وبعض أعضاء تنظيم المؤتمر من أجل انتخاب رئيس اللجنة المركزية والذي يعتبر الممثّل القانوني للحزب وهو ما جعل التهافت يكون عليه أكبر من أي منصب آخر. وفي الحمامات، انتخب المشاركون في الاجتماع أمس الأحد 14 أفريل 2019 النائب عبد العزيز القطي أمينا عاما للحزب وذلك بعد أن تم التوافق على كاتب الدولة عادل الجربوعي رئيسا للهيئة السياسية. وفي الشق المقابل وتحديدا في المنستير من المنتظر ان تعلن مجموعة حافظ قائد السبسي عن التركيبة الجديدة للمكتب السياسي بعد ان انتخبت يوم أوّل أمس قائد السبسي على رأس اللجنة المركزية. وكانت رئيسة المؤتمر الانتخابي لحركة نداء تونس سميرة بالقاضي قد دعت يوم الجمعة كافة أعضاء اللجنة المركزية ال 217 للاجتماع لانتخاب رئيس اللجنة المركزية للحزب يوم السبت 13 أفريل 2019. وأوضحت الحركة في بيان لها اليوم أن اللجنة المركزية للحزب تنتخب وفق الفصل 26 من النظام الداخلي، في أول اجتماع لها، رئيس اللجنة ومساعدين اثنين للرئيس. وأعلنت لجنة إعداد المؤتمر أن سميرة بالقاضي رئيسة اللجنة المنتخبة هي وحدها المخولة للتحدث باسم المؤتمر إلى حين استكمال أشغاله وأن الدعوات المشبوهة لأطراف تحاول التشويش على سير العملية الانتخابية من شأنها أن تضع أصحابها تحت طائلة القانون. وقالت بالقاضي إن اجتماع الحمامات “له شرعية قانونية، باعتباره ينعقد برئاسة رئيسة المؤتمر التي انتخبت في قاعة بها 1800 مؤتمر وهو اجتماع قانوني لأنه يتكامل مع المسار الانتخابي للمؤتمر الذي بدأ في المنستير وانتخب اللجنة المركزية التي تولت انتخاب المكتب السياسي، على أن تتولى اللجنة المركزية في أولى اجتماعاتها، انتخاب رئيس لها”. وبعد انتهاء اجتماعي الحمامات والمنستير، ينتهي الصراع السياسي بين الشقّين ليدخلا في صراع قضائي من أجل إثبات من له الشرعية القانونية لتمثيل الحزب وخاصة إثبات شرعية انتخاب رئيس اللجنة المركزية حيث يرجّح البعض أن يكون المسار القانون في صالح رئيس الكتلة سفيان طوبال خاصة أنّ اجتماع نداء تونس في الحمامات حضره 118 عضوا بينما حضر 100 عضو في اجتماع المنستير.