شهدت الساحة السياسية والحزبية التونسيّة في الأسابيع الأخيرة ميلاد أحزاب وتحالفات جديدة في إطار ديناميكيّة إعادة التشكل استعدادا للاستحقاقات المقبلة والتي لا يفصلنا عنها سوى بضعة أشهر، وعرفت الخارطة السياسية في البلاد في الفترة الأخيرة العديد من المتغيرات من بينها صعود ما يسمّى بالتحالفات السياسية على السطح اسعتعداد للمواجهة القادمة . وقبل نحو 6 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية التي تعد الثالثة منذ ثورة 14 جانفي، بدأت ملامح التحالفات الحزبية بالتشكل لخوض غمار هذا الاستحقاق. ويقود حزب “تحيا تونس”الموالي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، مشاورات ولقاءات لمّ شمل ما يوصف بالعائلة الوسطية من أجل حصد أكبر قدر من المقاعد بالانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السادس من أكتوبر المقبل. وفي هذا السياق، أكد المنسق العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي، خلال ندوة صحفية عقدها الحزب الأسبوع الماضي وجود “أشواط متقدمة جدا في المشاورات مع حركة مشروع تونس وحزب المبادرة”، مضيفا أنه وخلال الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان عن تقدم كبير في توحيد هذه الأحزاب، وفق تعبيره. وأشار العزابي إلى أن حركة تحيا تونس “في الصدارة في تشكيل المشهد السياسي الجديد”،قائلا: “اليوم نجمع القوى السياسية على مستوى الإطارات من حزب المسار وآفاق تونس والجمهوري”. من جانبه، عقد المجلس المركزي لحزب حركة مشروع تونس يوم أمس الأحد اجتماعا هاما للنظر في نقطتين إثنتين تتعلق الأولى بتنقيح نظامه الداخلي والثانية بالمشاورات الجارية لتشكيل جبهة انتخابية وسياسية. ولفت رئيس كتلة الحرة لمشروع تونس حسونة الناصفي في تصريح إعلامي اليوم الاثنين إلى أنّ المجلس المركزي للحزب ناقش تطور مشاورات تشكيل جبهة انتخابية وسياسية قال “ان مرزوق قدّمها”. وكان رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق قال في حوار مع جريدة المغرب الصادرة الجمعة 19 أكتوبر، إن حزبه بصدد التفاوض مع أحزاب سياسية وأطراف من بينها يوسف الشاهد ومن حوله وحزب المبادرة للوصول إلى تكوين تحالف استراتيجي عميق هدفه انتخابات 2019. وكانت حركة مشروع تونس قد دخلت في مشاورات مع النداء قبل سنة وأعلنت إثر ذلك عن فشلها بعد اشتراطها ابعاد حافظ قائد السبسي كشرط من شروط نجاحها وبعد ذلك دخل “المشروع” في حكومة يوسف الشاهد. ويرى مراقبون أن التطورات الاخيرة التي عرفها نداء تونس والتي أدت إلى ابعاد حافظ قائد السبسي من الحزب، قد تؤثر على هذه التحالفات خاصة وان ابعاد السبسي الابني يأتي في صالح كل من يوسف الشاهد ومحسن مرزوق. وفي هذا السياق، اعلن رئيس اللجنة المركزية لنداء تونس سفيان طوبال عن الشروع في تجميع العائلة الوسطية وإجراء اتصالات وصفها بالجدية مع حركة مشروع تونس إضافة إلى فتح النقاش أيضا مع حركة تحيا تونس. وأكد طوبال وجود رغبة في توحيد النداء حتى يكون القلب النابض لجبهة وسطية، على حد تعبيره، قائلا إن النهضة ستكون منافسهم الأساسي في الانتخابات. يذكر أن الأمين العام لحزب مشروع تونس طالب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بالانضمام الى التحالف الداعم لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. وقال محسن مرزوق في حوار على قناة التاسعة: “من الممكن ان يدعم رئيس الجمهورية حزب تحيا تونس ويدخل حزبه في تحالف موسع معه مضيفا ” ماهي الصراعات الدامية بيننا حتى لا نتحالف لانقاذ البلاد.” وسبق للرئيس الباجي قائد السبسي أن دعا في كلمة القاها بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسيسي لنداء تونس إلى أن يقود حزبه نداء تونس من جديد العالة الوسطية، وأن يعيد تجميع كل القوى التي انشقت عنه، مؤكداً أنه “يجب ألا نغلق الأبواب، ويجب أن يعود النداء إلى دوره كحزب رائد لإخراج تونس من هذا الوضع ولمّ شمل الوسطيين”. دعوة يرى فيها البعض سعيا واضحا لتأسيس جبهة تقدمية تجمع بين نداء تونس ومشروع تونس وتحيا تونس.