برزت أولى بوادر آفة سوسة النخيل الحمراء التي عصفت بنخيل الزينة في شهر ديسمبر لسنة 2011، وقد انتشرت في الفترة الأولى بالضاحية الشمالية للعاصمة “قرطاج” ثم اتسعت رقعتها لتشمل معظم ولايات الجمهوريّة. وقد سعت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري للتصدي لهذه الآفة من خلال رصد ميزانية مهمّة لمقاومة سوسة النخيل ومنع تكاثرها ومن خلال البحث عن خطط واستراتيجيات للقضاء عليها. وفي سنة 2018 بينت الدراسات والاحصائيات أن سوسة النخيل الحمراء اجتاحت حوالي 6000 نخلة زينة، العدد الذي يؤكد أن السياسة التي توختها وزارة الاشراف لم تأت أكلها، وقد اكد محمد اقبال السويسي رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة البيولوجية والسياحة الخضراء في تصريح صحفي على ضرورة توخي سياسة أكثر نجاعة للتصدي لهذه الآفة التي تهدد نخيل الزينة مبيّنا أن الحشرة تتسبب في عودة طن من الكربون الى الطبيعة في الوقت الذي يتم العمل فيه على التصدي للتغيرات المناخية والسعي إلى دعم الغطاء النباتي في تونس. كما أكد طارق شيبوب مدير عام حماية و مراقبة المنتجات الفلاحية بوزارة الفلاحة انه لم يتم تسجيل اية حالة سوسة نخيل بالواحات بالجنوب مشيرا إلى أن الواحات التونسية مهددة من واجهتين الاولى الواجهة الغربية والمتمثلة في خطر آفة البيوض الموجود بالواحات الجزائرية والواجهة الثانية ليبيا باعتبار أن سوسة النخيل الحمراء توجد في طرابلس التي تبعد عن تونس 170 كلم. وأوضح المتحدث في تصريح صحفي أنه يفضل الاستئصال الكلي للنخيل المعد للزينة باعتبار أن الهدف ليس المحافظة على الجمالية بل الاهم حماية الواحات. ومن جانبها شدّدت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة “فاو” على أن تونس مطالبة ببذل أقصى الجهود لمنع دخول سوسة النخيل الحمراء من ليبيا، داعيا الى دعم التعاون بين الفرق الليبية والتونسية المكلفة بالقضاء على سوسة النخيل الحمراء مضيفا ان “هذه الآفة قد اصابت، بعد، نخيل الزينة ونخيل التمر في طرابلس وطبرق (شرق الساحل الليبي) وتنقلت، مؤخرا، الى مدينة بنغازي. وفي نفس السياق اعتبر رئيس جمعية التنمية والبيئة بالكرم الهادي قنيدز أن جهود وزارة الفلاحة بقيت محدودة بسبب عدم تشريك المجتمع المدني والخبراء في مكافحة هذه الآفة الخطيرة، كما أكد نائب رئيس جمعية أحباء البلفدير بوبكر حومان على ضرورة دق ناقوس الخطر للتحذير من تفشي ظاهرة سوسة النخيل الخطيرة التي يمكن أن تمس الواحات التي تنتج التمور. وللإشارة فان سوسة النخيل الحمراء ظهرت اول مرة في بلدان الخليج العربي والشرق الاوسط سنة 1988 اما في اوروبا فقد سجل اول ظهور لها سنة 1993 (اسبانيا) ثم ايطاليا (2004) وفرنسا (2006). ويعود ظهور هذه الحشرة الفتاكة في افريقيا الى سنة 2008 (المغرب الاقصى) وليبيا (2009) وتونس (2011). وسوسة النخيل الحمراء، حشرة بطول يصل الى 3 صم تقريبا، لونها بني مائل للإحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية. وتعيش الحشرة الكاملة حوالي 2 – 3 أشهر، ويمكن مشاهدة الحشرة على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهر مارس وشهر جوان وفي الصيف، وتبيض الانثى من 200 إلى 300 بيضة .