التقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، أول الأسبوع الجاري بقصر قرطاج، لويز موشيكيوابو، الأمينة العامة للمنظمة الدوليّة للفرنكوفونيّة التي تؤدي زيارة عمل إلى تونس على مدى 3 أيام ثم التقت موشيكيوابو رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وأفادت الأمينة العامة أن زيارتها الأولى لتونس منذ توليها قيادة المنظمة، تتنزّل في إطار مواصلة التشاور والتنسيق حول استعدادات تونس الاستضافة القمّة الثامنة عشر للفرنكوفونيّة في نوفمبر 2020 وافتتاح مقرّ المكتب الإقليمي لشمال إفريقيا للمنظمة بتونس. واعتبرت لويز موشيكيوابو أن اختيار تونس، لاحتضان القمة المقبلة اعتراف بدورها التاريخي والمحوري في المنظمة الدولية للفرنكوفونية وتشجيع لجهودها الهامة في مجال تكريس مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما أكدت حرص المنظمة على أن تكون هذه القمة التي ستتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المنظّمة استثنائية بالنظر إلى المواضيع الهامة التي سيتم طرحها لتحقيق التنمية والاستقرار للشعوب التي تتقاسم الفضاء الفرنكوفوني. من جانبه أكد رئيس الجمهورية التزام تونس بالإعداد الجيد لاحتضان القمّة الثامنة عشر للفرنكوفونية في نوفمبر 2020 مشيرا إلى تقدّم الاستعدادات في هذا الخصوص وتشكيل لجنة مشتركة في الغرض. كما أوضح أن تونس ستعمل على أن تكون القمة مناسبة لتدعيم الشراكة بين الدول الفرنكوفونية بهدف تحقيق ما تصبو إليه شعوبها من تقدم واستقرار لاسيما فئة الشباب التي تمثل أكثر من %60 من الفرنكوفونيين في القارات الخمس، معربا عن حرصه على أن تكون المنظمة فضاء للتضامن وللتبادل الثقافي والإنساني بين شعوبها. واعتبر الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح لموقع “الشاهد” أنّه لا فائدة من تنظيم تونس للقمة الفرنكوفونية السنة القادمة في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر، مبيّنا أنّه على الدولة الاهتمام بمشاغل المواطنين وليس الاهتمام بهذه المنظمة الذي لا طائل من الانضمام إليها. وأوضح العبيدي أنّ هذه المنظمة الفرنكوفونية هي من روافد الدولة الفرنسية وتونس لا حاجة لها بها ولكنها في إطار دعم سياسة ساركوزي في الهجرة الانتقائية للإطارات. وأضاف العبيدي أنّ المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي منظمة لخدمة المصالح الفرنسية وهي في إطار تعويض لمنظمة الاتحاد الفرنسي من أجل إبقاء لمكانة فرنسا داخل القارة الإفريقية، مبيّنا أنّ مهمة القمة هي تبادل مواقف حول المواضيع المهمّة وإيجاد فرص لتعاون والشراكة بين الدول. ودعا العبيدي تونس إلى الاهتمام بمشاغل المواطنين وفتح أبواب الحوار مع الشعب ومع القطاعات الغاضبة من سياسة الحكومة بدل الدخول في حوارات لا طائل منها. من جهته، قال الدبلوماسي التونسي السابق توفيق ونّاس في تصريح لموقع “الشاهد” إنّ تنظيم تونس للقمّة الفرنكوفونية في 2020 لا طائل منه، مبيّنا أنه لا فائدة تذكر من الوجود التونسي داخل هذه المنظمة التي أسست من أجل مؤازرة فرنسا ولغتها. وأضاف ونّاس أنّ المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي منظمة ثقافية سياسية ليس لها دور في أخذ القرارات ولكنّها معاضدة للسياسة الفرنسية، مبيّنا أن اجتماعاتها تتمثّل في تبادل وجهات النظر بين الأطراف المنتمية إليها وخاصة مؤازرة الدور الفرنسي. وفي ما يخصّ اعتبار البعض لهذه المنظّمة أنّها تساهم في استعمار فرنسي من نوع آخر، قال ونّاس إن هذا الأمر مبالغ فيه ونسبي ولا يمكن الجزم بذلك.