أسفر أول مؤتمر عام لحزب نداء تونس، عن انقسام جديد في صفوفه حيث أفضى إلى قيادتين متنافستين تتنازعان الشرعية، وذلك قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسيّة،وانقسم الحزب إلى شقين، شق تابع لحافظ السبسي والمعروف ب”شق المنستير” وشق تابع لرئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال والمعروف ب”شقّ الحمامات”، وشرع كلّ من الشقين في الآونة الأخيرة بإصدارات قرارات وبيانات تجميد وطرد في مشهدٍ قلّ نظيره. وأعلن المكتب السياسي لحركة نداء تونس (شق المنستير)، وفق بيان صادر عنه مساء أمس الثلاثاء 30 أفريل 2019، الرفت النهائي لكل من أنس الحطّاب وسفيان طوبال وعادل الجربوعي وعبد العزيز القطي من هياكل الحزب وكتلته النيابية. وجاء في البيان أنه تم اتخاذ القرار ” بسب ما ألحقه المذكورون من أضرار جسيمة بسمعة الحزب ومصالحه والخروج عن مبادئه وقيامهم بأعمال تخريبية ضدّ الحزب تؤيّد خصومه وتؤلّب الرأي العام الوطني والدولي ضدّه وذلك في خرق واضح لأحكام الفصول 8 و67 و68 فقرة 6 من النظام الداخلي للحزب”. وأشار المكتب السياسي للحزب إلى أنه تقرر إعلام مجلس نواب الشعب بهذا القرار لتفعيل آثاره واعتبار النواب “مرفوتين” خارج الكتلة البرلمانية لحزب حركة نداء تونس، وفق ما جاء في نص البيان. وأعلن كل من حافظ قائد السبسي، وسفيان طوبال في وقت سابق، فوزهما بانتخابات اللجنة المركزية للحزب ،واشتعل الخلاف بين شقيّ مؤتمريّ الحمامات والمنستير، وسط اتهامات متبادلة، بعد أن أفرز كلّ منهما عن قيادة جديدة للحزب ذاته، فيما تمسّك كلّ منهما بشرعيّة نتائجه. وجاءت هذه التطوّرات، لتزيد في تعميق الانقسامات في صلب حزب نداء تونس، الذي خسر أغلبيته في البرلمان، وتضاءل عدد نوابه من 86 نائبًا إلى 37 حاليًّا في المرتبة الثالثة. من جانبه، أعلن المكتب السياسي لحركة نداء تونس شق الحمامات (شق سفيان طوبال) تجميد عضوية حافظ قايد السبسي وإحالته على لجنة النظام الوطنية للحزب. وقال المكتب السياسي في بلاغ له نشره امس الثلاثاء، إن قرار التجميد والإحالة على لجنة النظام تم اتخاذه بسبب جملة من المخالفات تتمثل في الإضرار بسمعة ومصالح الحزب والخروج عن مبادئه والإخلال بقاعدة الانضباط والإخلال بواجب الحفاظ على أموال الحزب وممتلكاته وعدم الالتزام بقرارات الحزب. وفيما يواصل نداء تونس صراع الشقوق تستعدّ بقية الأحزاب للانتخابات التشريعية (6 أكتوبر) والرئاسية (17 نوفمبر) التي ستحدد طبيعة المشهد السياسي خلال السنوات الخمس القادمة، ويرى مراقبون واستطلاعات الرأي في تونس أن حظوظ نداء تونس للفوز في الانتخابات القادمة قد تقلصت بسبب ما ممرّ به الحزب من المشاكل في السنوات الأخير.