قال محمد الغرياني، النائب الأول لرئيس حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية، في تصريح لمراسلة (وات) بالقصرين، على هامش إجتماع شعبي للحزب بمدينة تلابت في معتمدية فريانة، اليوم السبت، إن حزب المبادرة “إختار منهج المشاركة الإيجابية في الحياة الوطنية وطريق المساهمة في وضع الحلول والبرامج للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية والتنموية التي تواجهها البلاد ولم ينخرط في الخطاب الشعبوي أو في الخطاب الذي يتاجر بمشاكل وآلام الشعب”. وعبر الغرياني عن أمله في أن تكون الإنتخابات القادمة “إنتخابات برامج”، ملاحظا أن من أولويات حزب المبادرة هو إصلاح الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للبلاد وإستكمال مسار المصالحة الوطنية، لتوفير كافة الضمانات لوحدة الشعب التونسي لمواجهة التحديات الكبرى والصعوبات والمشاكل التي تواجهها تونس” كما اعتبر أنه لم يتم منذ الثورة وإلى غاية اليوم، الدخول في الإصلاحات الأساسية والكبرى، كالإصلاح التربوي وإصلاح منظومة الدعم وإصلاح المؤسسات العمومية ومعاجلة إشكالية المديونية وعجز الميزان التجاري وتحقيق العدالة الجبائية، مرجعا ذلك إلى “طغيان الشأن السياسي على الحياة العامة” وأكد أن هذه الإصلاحات “ستجد حظها في المرحلة القادمة بعد الإنتخابات”، من وجهة نظره. وفي سياق متصل ذكر النائب الأول لرئيس المبادرة أن الإجتماع الشعبي الأول المنعقد اليوم بمدينة تلابت، يهدف إلى التحاور مع مناضلي الحزب ومناضلاته، حول برنامج الحزب المستقبلي وخطّة عمله في المرحلة المقبلة وتشريكهم في إختياراته وتوجهاته إنطلاقا من الثوابت التي يقوم عليها، ملاحظا أن الحزب في حوار مع بعض الأحزاب الأخرى، منها حركتا تحيا تونس ومشروع تونس وحزب البديل وذلك في إطار ما يُسمّى بتجميع القوى الوسطية الديمقراطية التقدمية، إستعدادا للإستحقاقات الإنتخابية المقبلة. كما أكد إستعداد حزبه للدخول في حوارات ومشاورات مع بقية الأحزاب الأخرى، بما في ذلك حركتا النهضة ونداء تونس وذلك في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية التي تجمع كل الاطراف دون إقصاء، مُشددا في الإطار ذاته على أن القضية ليست في التحالفات وإنما هي قضية توافقات حول أولويات المرحلة السياسية والوطنية القادمة. وبخصوص مرشح المبادرة للإنتخابات الرئاسية القادمة، أوضح الغرياني أن مرشح الحزب الوحيد لهذا الإستحقاق الإنتخابي، هو رئيس حزب المبادرة، كمال مرجان والذي قال إنه لم يحسم بعد قراره في الترشح من عدمه. وبشأن ترشح المبادرة للإنتخابات التشريعية في قائمات إئتلافية أو في قائمات حزبية، بيّن الغرياني أن الإحتمالين ممكنين وأن ذلك يبقى رهين نجاح الحزب في تكوين قطب سياسي يدخل به في قائمات إئتلافية وإلا فإنه سيخوض هذه الإنتخابات بقائماته الحزبية.