لم تكن الفترة التي تقلد فيها السيد محمد بوشيحة منصب الامانة العامة لحزب الوحدة الشعبية خالية من «الاضطرابات» داخل الحزب الذي عرف خروج عدد من الوجوه لاختلافات معه ربما يؤاخذه البعض داخل الحزب بأنه شديد في التمسك بالانضباط الحزبي ويتهمه البعض الآخر بأنه يمسك بكل الحزب في قبضته. السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية تحدث ل»الشروق» عن تفاصيل ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة وعن حظوظ حزبه ومكانته في الساحة السياسية وعن موقفه الرافض لكل عمل جبهوي مشترك مع أحزاب المعارضة. كما تحدث بوشيحة عن برنامج حزبه الانتخابي وعن كيفية اختيار رؤساء القائمات في التشريعية وعن موقفه من «الغاضبين» عن الحزب. * أعلنتم سابقا ان حزبكم وضع برنامجا متكاملا في صفحة تضمن مواقف حزبكم من كل القضايا والاشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما هي تفاصيل هذا البرنامج ولماذا تم الاعلان عنه في هذا الوقت بالذات؟ ليست هذه هي المرة الاولى التي يقدّم فيها حزبنا برنامجا فقد سبق لحزبنا تقديم وثيقة برنامج في سنة ثم قرر المؤتمر الاخير للحزب صياغة برنامج متكامل يشمل كل التوجهات مما يجعل حزب الوحدة الشعبية الحزب المعارض الوحيد على الساحة الذي يقدم برنامجا متكاملا يهم كل جوانب التنمية اضافة الى توجهات البعد السياسي وقد تكونت لجنة للغرض ضمت كل وجوه الحزب اضافة الى عدد من المختصين في كل المجالات وقدمت حصيلة نشاطها الى المجلس المركزي الذي اطلع عليه. ولابد هنا من الاشارة الى ان برنامج حزبنا والذي سيشرع في توزيعه على نطاق واسع بعد الانتهاء من طبعه لن يكون خاصا بالانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة بل ان المرحلة التي نعيشها الآن هي التي دفعتنا الى اصداره ونشره في هذا الوقت بالذات وهو برنامج يرتكز على أسس حزب الوحدة الشعبية وعلى أساسه سنتولى صياغة بياناتنا الانتخابية. * لكن هل يعني هذا ان هذا البرنامج المنتظر سيكون برنامج حملتك في الانتخابات الرئاسية؟ نعم يمكنني القول ان هذا البرنامج سيكون برنامج الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية معا. * اعلانكم وتصريحكم في وقت سابق على أن الامين العام سيكون هو وحده المسؤول عن اختيار رؤساء القائمات في الانتخابات التشريعية جلب لكم بعض المؤاخذات من بعض الاطراف خاصة خارج الحزب ما هو ردكم على ذلك؟ لابد من التأكيد هنا على ان الانتخابات التشريعية يقودها قانون والمنافسة كبيرة جدا على منصب روساء القائمات داخل الاحزاب نفسها الى حد ظهور انزعاجات وبعض القلق وهي منافسة نباركها في كل الاحوال خاصة بالنسبة الى حزبنا حيث يحتد التنافس بين مناضليه. واجتنابا لوقوع بعض المشاكل التي نتمنى تجاوزها من الناحية القانونية وذلك بمراجعة القانون الانتخابي قررنا ان يتعاون الأمين العام مع المكتب السياسي والجامعات لاختيار المترشحين في التشريعية بما في ذلك رؤساء القائمات. ان حزبنا هدفه ان يكون مؤسسة يلتزم فيها الجميع بالانضباط وبقوانين الحزب التي لا يمكن التطاول عليها... * هل يعني هذا ان قائمات الحزب جاهزة منذ الآن..؟ نعم يمكننا القول بأن قائماتنا جاهزة في كافة دوائر التشريعية. صحيح ان وزن حزبنا يختلف من جهة الى أخرى ولكن قائماتنا جاهزة في كل الدوائر. * بعض الاوساط داخل الساحة الحزبية والسياسية «تتهم»حزبكم بأنه حزب معارض قريب جدا من السلطة، أين الحقيقة في هذا؟ هذه ليست «تهمة» نحن معارضة اختارت التفاعل مع كل المبادرات الايجابية للسلطة، اي كل المبادرات التي تخدم مصلحة الوطن وشعبه وتؤسس للمستقبل ونتمسك بالمعارضة في كل ما من شأنه ان يمثل خطأ ونحن مقتنعون بضرورة ايجاد ديناميكية للعمل على تطوير العمل السياسي دون الوقوع في ازدواجية الخطاب وقد كنا الحزب المعارض الوحيد داخل البرلمان الذي عارض نوابه عددا من القوانين المعروضة عليه. * هل قمتم بضبط توجهات وخطوط حملتكم الانتخابية في الرئاسية القادمة؟ لابد من تقديم بعض الملاحظات، فأنا أترشح لتحقيق بعض الاهداف، كما ان ترشحي هو تأكيد لما بلغه حزب الوحدة الشعبية من تطور ووعي كما ان حزبنا يشارك في هذه الانتخابات لتعميق الاصلاح السياسي ومراجعة بعض القوانين واعطاء أكثر امكانيات للأحزاب والتعبير عن مواقفنا في كافة المجالات لكل ما يمس من سيادة الوطن. وأود الاشارة هنا الى ان الحملة الانتخابية يتحكم فيها العنصر المادي والوضعية المادية لحزبنا لا تمكننا من القيام بحملة انتخابية كما نخطط لها وكما نريدها. وسنتولى استغلال الحملة الانتخابية الرئاسية لدعم قائمات حزبنا في التشريعية والاعداد للانتخابات البلدية القادمة ونؤكد هنا ان حزبنا تولى تشكيل لجنة للاعداد الفني للحملة الانتخابية الرئاسية حيث سنعمل على استعمال التقنيات الحديثة مثل توزيع أقراص لايرز ونفكر في بعث موزع صوتي اضافة الى اعتمادنا بشكل كلي على الزيارات الميدانية للجهات والاتصال بالمواطنين في اطار احترام القوانين الانتخابية. * هل لديكم مؤاخذات حول أحزاب المعارض وأدائها؟ نحن نحرص على احترام كافة الاطراف السياسية ولابد ان تنجح أحزاب المعارضة في تقديم صورة مشرفة امام المواطنين لكن للأسف هناك مشاكل داخلها لأسباب شخصية وحسابات ذاتية ضيقة لابد من تجاوزها. * عرف حزبكم حزب الوحدة الشعبية خروج عدد من الوجوه خاصة بعد تقلدكم لمنصب الامانة العامة، هل تفكرون في اجراء مصالحة بين الحزب وهؤلاء..؟ حزبنا حزب الوحدة الشعبية لم يعرف ازمة تجعلنا نبحث عن مصالحة هناك مجموعة خرجت من الحزب بعد صعودي الى منصب الامين العام وهناك من كان سلوكه منافيا للاخلاق والقانون ولابد من التأكيد ان خروج هذه الوجوه قد أفاد الحزب... * كمرشح للانتخابات الرئاسية ماذا تطلب؟ أطلب من السلطة الادارية في المستوى الجهوي والمحلي ضرورة التعامل طبقا للقانون وهدفنا هو انجاح المحطة الانتخابية القادمة من اجل مستقبل تونس.