يعيش نداء تونس على وقع أزمة هي الأصعب منذ تأسيسه سنة 2012، اذ تتجّه الأوضاع داخل الحزب إلى مزيد من التعمق، وتزداد الانشقاقات حدّة، بعد تضارب المواقف وتناقضها في كثير من الأحيان، ظهر ذلك بالكاشف، بعد أن طالب شق من النداء بتأجيل الانتخابات ليعقبه ردّ من الشق الثاني وفي نفس اليوم مطالبا بالتمسك بموعدها. ولا يزال نداء تونس منشغلا بأزمته الداخلية الذي عمقها المؤتمره الانتخابي الذي أفضى إلى تقسيمه إلى ندائين، نداء المنستير التابع لحافظ قايد السبسي الذي طالب بتأجيل الانتخابات ونداء الحمامات التابع لسفيان طوبال والذي أعرب عن التمسك بموعدها. وأكد رئيس المكتب السياسي لنداء تونس شق الحمامات عادل الجربوعي، تمسّك الحزب بإجراء الانتخابات القادمة في موعدها، مشددا في تصريح لموقع الشروق على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها احتراما للمسار الديمقراطي وحفاظا على التجربة التونسية من كل انزلاق. ويأتى تصريح عادل الجربوعي على خلفية دعوة أمين عام نداء تونس” شق المنستير”ناجي جلول إلى تأجيل الانتخابات . وطالب القيادي بنداء تونس ناجي جلول في تصريح إعلامي أمس الإربعاء، بتأجيل الانتخابات وبتشكيل حكومة كفاءات، واصفا الوضع الحالي بالكارثي، مشيرا إلى أنّ رجوع هيبة الدولة التونسية واستقرارها السياسي هي أبرز الأسباب التي من شأنها أن تدعم تونس في خروجها من الأزمة التّي تعيشها حاليا وتجعلها تستعيد مكانتها في الخارج. وقال أمين عام نداء تونس شق المنستير ناجي جلول إنّه في ظلّ الأزمة التي يشهدها حزب نداء تونس و انقسامه إلى شقّين فمن غير المستبعد أن يتمّ تغيير اسم الحزب، مضيفا “لم يعد باستطاعتنا فعل شيء بما أنّ الوزير المكلّف بالملف اصطفّ مع شقّ الحمامات و الذّي على رأس أمانته العامة سفيان طوبال” . وتستعدّ تونس لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية نهاية العام الجارية، وهي الثانية منذ إصدار دستور 2014 والثالثة منذ ثورة 14جانفي 2011، ويشدّد مراقبون على أنه لا يمكنُ لحزب نداء تونس الذهاب نحو هذا الموعد في ظل هذا المناخ الشديد التوتر،والذي أثر على موقف الحزب وثقله في الساحة السياسية.