يواجه حزب نداء تونس رهانات تبدو عصية لاختلافها، خاصة مع ما شهده خلال الفترة الأخيرة من خلافات أدّت الى انقسامه إلى شقين، الأوّل برعاية رئيس الكتلة سفيان طوبال والثّاني تابع لحافظ قايد السبسي نجل رئيس الجمهورية. الأزمات التي يواجهها الحزب تباعا، أثرت على تموقعه داخل الساحة السياسية ومن المتوقع ان تُؤثر وحسب مراقبين على مردوديته في الانتخابات القادمة، الامر الذي دفع ببعض قياداته للمطالبة بتأجيل الانتخابات. وطالب القيادي بنداء تونس ناجي جلول (شق حافظ) في لقاء مع موقع تونس الرّقمية، بتأجيل الانتخابات وبتشكيل حكومة كفاءات، واصفا الوضع الحالي بالكارثي. وأشار ناجي جلّول إلى أنّ رجوع هيبة الدولة التونسية واستقرارها السياسي هي أبرز الأسباب التي من شأنها أن تدعم تونس في خروجها من الأزمة التّي تعيشها حاليا وتجعلها تستعيد مكانتها في الخارج. ولفت جلول إلى أنّ خسارة تونس لمنصبها في منظّمة “الألكسو” يعود بالأساس إلى جملة من الأسباب أبرزها متغيّرات الوضع السياسي والإقليمي. كما تابع جلول بأنّ هذا الفشل يعكس صورة تونس في الخارج، مضيفا بأنّ هذا التقصير هو نتيجة لجملة من العوامل على غرار تقديم الترشّح في وقت متأخر وتقدّم الحملة الموريتانية على التونسية في هذا الموضوع. ويبدو أن المؤتمر الانتخابي لنداء تونس والذي عقد لأول مرة منذ تأسيسه شهر أفريل الماضي، لم يكن طالع خير بالنسبة لنداء تونس، حيث أفضى المؤتمر إلى قيادتين متنافستين تتنازعان الشرعية، وذلك قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسيّة. وانقسم الحزب إلى شقين، شق تابع لحافظ السبسي والمعروف ب”شق المنستير” وشق تابع لرئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال والمعروف ب”شقّ الحمامات”، وشرع كلّ من الشقين في الآونة الأخيرة بإصدارات قرارات وبيانات تجميد وطرد في مشهدٍ اثار سخرية المتابعين للأحداث السياسية.