مع حلول شهر رمضان المبارك، ينكب أهل الموصل (شمالي العراق) على توفير مستلزماته، وبعض ما تتميز به الموصل في هذا الشهر الفضيل من مأكولات وأنواع العصائر. لرمضان في الموصل طقوس معينة في إفطار الصائمين، إذ لا تكاد تخلو المائدة الموصلية من عصير “شربت الزبيب” الشهير في المدينة، الذي يُصنع في البيوت ومحلات صنع العصائر على حد سواء، فضلا عن أكل بعض أنواع الحلويات بعد الإفطار وخاصة “الزلابية”. طعم آخر وعلى الرغم من أن “شربت الزبيب” يصنع في كثير من المدن العراقية، فإنه يتميز في الموصل بطعم خاص بحسب مازن غانم، أحد العاملين في محل عصائر بالموصل. ويضيف غانم للجزيرة نت أن “شربت الزبيب” يتحول إلى قوامه وطعمه اللاذع بعد أن ينقع الزبيب في أحواض المياه بمقادير معينة لمدة 24 ساعة تقريبا، ثم يُحلج (يُطحن) في مكائن خاصة. وبعد الحلج والعصر يضاف السكر والنعناع ولون خاص قريب من الأحمر الداكن ثم يبرد بالثلج، وتختلف النسب من محل إلى آخر. وعن أبرز ما يميز “شربت” الموصل عن بقية المحافظاتالعراقية، يؤكد مازن -الذي يعمل في هذه المهنة منذ 25 عاما- أن بقية المحافظات لا تضيف النعناع إلى خليط الشربت، وبالتالي فإن طعمه يختلف كليا. يقبل سكان المدن العراقية القريبة من الموصل على شراء “شربت الزبيب” من المدينة عند مرورهم بها، وخاصة من إقليم كردستان، مما أدى إلى تفرد الموصل بسمعة طاغية في صناعة هذا النوع من المشروبات أو العصائر، خاصة أن سعر اللتر الواحد لا يتجاوز الألف دينار (0.8 دولار). الزلابية بعد الإفطار يكون الموصليون على موعد مع حلوى خاصة تعرف محليا باسم “الزلابية”، وهي عجينة تقلى في الزيت المغلي حصرا دون السمن النباتي ثم تغمس في “الشيرة” (عصارة السكر)، لتتكون حلوى الزلابية. وتختلف في لونها وطعمها بحسب طريقة إعدادها، إذ هناك ثلاثة أنواع من الزلابية، بحسب صانع الحلوى طلال العاصي. وما بين زلابية حمراء وبيضاء وزلابية الجبس، يتفنن صناع الحلوى في الموصل بإتقان صناعتهم للحلويات. العاصي في حديثه للجزيرة نت يكشف عن طرق صنع الزلابية، إذ لكل نوع مقادير وخميرة معينة، فبالإضافة إلى الدقيق والنشا، تتميز الزلابية الحمراء بإضافة “الداطلي” (لبن الغنم) إلى مكوناتها لتضفي عليها نكهة ومذاقا يختلفين عن بقية الأنواع. أما ذاكر الحسيني الذي يعمل في مجال صناعة الحلويات منذ 20 عاما، فيؤكد للجزيرة نت أن حلوى الزلابية تكتسح بقية أنواع الحلويات في رمضان، وتتغلب حتى على البقلاوة، لطعمها الشهي وثمنها الذي لا يتجاوز دولارين للكيلو الواحد. وعلى الرغم من أن الزلابية متوافرة في بقية أيام السنة، فإن زلابية الجبس تصنع في رمضان فقط، وتتميز بأنها تقلى في الزيت المغلي لفترة أطول دون إضافة الشيرة، وبالتالي تكون خفيفة وشهية ويقبل عليها كبار السن والأطفال على حد سواء، بحسب الحسيني. المواطن الموصلي صهيب أحمد يرى من جانبه أن وجبة الإفطار في الموصل لا تكتمل إلا بوجود “شربت الزبيب” الذي يضفي على المائدة بهجة وصفها بالفريدة. ويعتقد أحمد في حديثه للجزيرة نت أن الصائم بسبب حاجته إلى السكريات التي يصوم عنها لساعات طويلة، يقبل على الزبيب والحلويات لتعويض ما خسره خلال النهار. ولكل مدينة طقوسها الرمضانية الخاصة، إلا أن لتلك الطقوس في الموصل موائدها، فالكباب المشوي و”شربت الزبيب” والزلابية تكاد تكون الأصناف الأبرز لموائد الموصليين في رمضان، كل حسب إمكانياته. المصدر : الجزيرة نت