مكتب نابل (الشروق) لشهر رمضان طعم خاص في مدينة دار شعبان الفهري، فعلاوة على أنه شهر رحمة وفضائل فهو يذكرنا بالمدفع وبوطبيلة والفانوس، وتبقى»الزلابية» و»المخارق» من الاكلات التي لا يستغني عنها «الشعابنية» في سهراتهم الرمضانية فحضور «الزلابية» و»المخارق» ضروري في كل لمّة عائلية لتحلية السهرة وإضفاء عليها مسحة من الأنس والسرور. الصغار والكبار يرون سحر رمضان وأجوائه في «الزلابية» و»المخارق»، فهذه الحلويات تبقى لها مذاق خاص ونكهة أخص في السهرات العائلية الرمضانية، كما أنها الهدية المحببة التي يحملها الأهالي إلى بعضهم البعض . ونحن نتجول في أرجاء مدينة دار شعبان الفهري لم نجد صعوبة كبيرة لمعرفة أكثر الاختصاصيين شهرة في صنع «الزلابية»، فالطابور الطويل المتواجد أمام أحد المحلات المختصة في بيع مثل هذه الحلويات دليل لوحده على النوعية الجيدة لهذه الحلويات التي يقدمها للحرفاء. دخلنا محله ففاجانا صغر سن «العرف» صاحب المحلّ، عمره لا يتجاوز 24 سنة لكن أنامله تصنع ذهبا تظهر براعة وفنا ليسا في متناول كل من يرغب في صناعة «الزلابية». إنه الشاب أحمد البطوط أو كما يُعرف في مدينة دار شعبان الفهري ب»حمودة» تعلم هذه المهنة أبا عن جدّ فتوارثتها عدة أجيال من عائلة «البعطوط» العائلة المشهورة بالمنطقة وذلك منذ حوالي 150 سنة. «حمودة» حدثنا بكل ثقة بالنفس وفخر كبير إذ يقول « مدينة دار شعبان الفهري صاحبة الفضل الكبير في انتشار هذه الصناعة التقليدية الأصيلة داخل وخارج الوطن، حتى وأن زلابية دار شعبانونابل وصلت إلى البايات في وقت مضى. محدثنا يفتخر بكونه حافظ على «صنعة» أجداده التي ورثها عنهم أبا عن جدّ وهو عاقد العزم على توريثها لأبنائه لتحافظ على ديمومتها مع التاريخ ولا تندثر .