تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي “فايس بوك” صورا لمساعدات أجنبية قدّمتها جمعيات أجنبية تنشط في تونس ممّا خلّف جدلا واسعا محوره كيف وصلت إلى حال حتى تصل قفة رمضان ببعض الفقراء من وراء البحار. وشاركت عدّة جمعيات خاصة من الخليج العربي في توزيع هذه المساعدات وتنظيم موائد الإفطار على غرار الجمعيات الكويتية والإماراتية حيث وزّعت جمعية العون المباشر الكويتية يوم 10 ماي مساعدات على 50 عائلة معوزة ببوحجلة من ولاية القيروان. وأثارت هذه المساعدات حفيظة بعض التونسيين الذين طالبوا السلطات الرسمية بالتدخّل وتفعيل الاتحاد التونسي للتضامن وهو ما جعل الحكومة تتحرّك حيث أكّد وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، أن “أية مساعدات خارجية لفائدة ضعاف الحال مهما كان مصدرها، يجب أن تمر عبر القنوات الرسمية”. ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن الجهيناوي قوله إنه تم إعلام سفراء الدول التي قدمت مساعدات لضعاف الحال دون المرور بالقنوات الرسمية بضرورة التنسيق المسبق لضمان " وصول المساعدات لمستحقيها بالصيغ التي تحترم ذوات وصورة هؤلاء وتحفظ كرامتهم"، وفق تعبيره. وأكد في هذا الخصوص أن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي هو الجهة الوحيدة المخول لها لتلقي هذه المساعدات وتوزيعها لاحقا، وأن دور وزارة الشؤون الخارجية يكمن في التنسيق بين مختلف الجهات المانحة لتصل المساعدات لأصحابها. وكان سياسيون قد رأوا في تقديم المساعدات بتلك الطريقة الاستعراضية مسا من هيبة تونس وتطاولا على سيادته. وقال النائب عن حزب “تحيا تونس” الصحبي بن فرج إنّ صورة الإعانات صدمت التونسيين وهي صادمة ومهينة فعلا متابعا “لا أحد ممن أمسكوا السلطة تجرأ على مصارحة التونسيين بأن تواصل “المودال” والنمط الاقتصادي والاجتماعي الذي تعودوا عليه منذ فجر دولة الاستقلال سيقودهم حتما إلى الإفلاس”.