تختلف اساليب الدعاية السياسية من حزب إلى آخر ومن سياسيّ إلى غيره، لكن بعض اساليب الدعاية خلفت جدلا كبيرا، خاصة وان بعض السياسيين يستغلون احتياجات الفقراء للتسلّق والوصول إلى مآربهم السياسية. وتسببت كل من قافلة “خليل تونس” التابعة لصاحب قناة نسمة نبيل قروي، وجمعية “عيش تونسي” المشبوهة، في جدل كبير يتعلق باستغلال الفقراء والمحتاجين لغايات سياسية، لتخرج على إثر ذلك دعوات من حقوقيين وإعلاميين إلى إصدار قرار يمنع تصوير المساعدات على المحتاجين. وفي هذا السياق، دعا الإعلامي مكي هلال السلطات التونسية إلى إصدار قرار يمنع تصوير وعرض المساعدات الخيرية أثناء توزيها على المحتاجين وذلك اقتداء بالأردن التى أصدرت هذا القرار. وقال مكي هلال “ما أحوجنا إلى قرار كهذا يحفظ كرامة المحتاجين والفقراء ويقطع الطريق أمام المتاجرين بفقر الناس وحاجتهم والذين يقومون بحملات انتخابية قبل الأوان”. وطالب مكي هلال على الأقل باصدار قرار وقتي في الغرض في ظل اقتراب موعد الانتخابات وقال “وأضعف الإيمان قانون مؤقت قبل أن تتصاعد حمى الانتخابات وتزدهر سوق شراء الأصوات”. لكن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اعتماد بعض الأطراف السياسية للأعمال الخيرية للوصول إلى قصر قرطاج أو إلى البرلمان التونسي. وأثار صاحب قناة نسمة ورجل الأعمال والناشط السياسي نبيل القروي جدلا بسبب برنامج المساعدات الذي يقدمه تلفزيا “خليل تونس” والذي يؤكد مراقبون على ان الهدف انه ليس مساعدة الفقراء بقدر صنع إسم للرجل الذي من غير المستبعد أن يرشّح نفسه للانتخابات الرئاسية بعد ان كانت له مساهمة فعالة في انجاح حزب نداء تونس سنة 2014 وايصاله الى الحكم. من جهة أخرى، أثارت جمعية “عيش تونسي” جدلاً في ظلّ الحملة الاتصالية الرهيبة التي تقودها والتي تقدّر بمبالغ كبيرة تتجاوز مئات الملايين إضافة إلى قاعدة بيانات تمتلكها الجمعية تتجاوز بيانات 400 ألف شخص فضلا عن غموض أهداف الجمعية التي تؤكد انها ذات طابع مدني وهدفها الوحيد مساعدة الفقراء رغم أن صاحبتها الفة التراس اعلنت مؤخرا ترشحها للانتخابات الرئاسية القادمة.