تُتّهم الإمارات ومنذ موجة الربيع العربي والتي انطلقت شرارتها سنة 2011 بتونس وامتدّت إلى بقية الدول العربية، ببذل جهود لدعم الثورات المضادة ونشر الفوضى في ربوع العالم العربي، حيث لم يدّخر محمد بن زايد جهدا في السعي بكل الوسائل إلى زعزعة استقرار تلك الدول، والعمل على خلق حالة من العداء ضد ثورات الربيع العربي، إمّا عبر تقويض مسارها والتدخل في شؤون هذه الدول أو دعم الأجندات المشبوهة، الأمر الذي أرادت الإمارات تنفيذه في تونس، إمّا عبر تجييش وسائل إعلامية منضوية تحت أجنداتها، أو شراء ذمم الأحزاب السياسية وبعض السياسيين، وأخيرا تمويل صفحات فايسبوكية لضرب الحكومة والمسار الانتخابي لتونس. وفي هذا السياق، أكد القيادي بحركة تحيا تونس الصحبي بن فرج أن هنالك محور خليجي عربي يضخ الأموال ويتدخل للتأثير في الانتخابات في تونس ولتوجيه الرأي العام، مشيرا إلى أن الصفحات التي حذفتها إدارة فايسبوك والتي تخّص رئيس الحكومة يوسف الشاهد يديرها مجموعة من الشباب التونسي في باريس بإشراف رجل أعمال معروف بعلاقاته المشبوهة. وأضاف خلال حضوره في برنامج هنا شمس على اذاعة شمس أف أم أنه أعلم السلطات المختصة بالمعلومات التي بحوزته، معتبرا أن هذه الصفحات نجحت في شنّ حرب اتصالية معلوماتية طيلة ثلاث أشهر تستهدف التونسيين لتوجيه الرأي العام من خلال ماكينة كاملة وبالتواطؤ مع وجه إعلامي تونسي في الخليج. وأفادت وكالة سي ان ان هذا الاسبوع، أنّ شركة أرخميدس الإسرائيلية تتلقى أمولا ضخمة من دولة الإمارات، يبدو أنّها مخصّصة لاستهداف تونس بشكل أساسي، وتعتمد سياسة التضليل وخدمة بعض الأطراف الحزبية في تونس. وأضافت الوكالة أن نشاط الشركة الإسرائيلية مازال متواصلا حيث قال ناتايال غليشير رئيس سياسة الأمن السيبراني في إدارة فايسبوك إن مديري هذه الصفحات يضخّون بشكل متكرر الأخبار السياسية والتركيز على موضوع الانتخابات في البلدان المستهدفة ويقومون بلعب أدوار هامة في عديد من الحملات السياسية العامة. وأشار بن فرج إلى أن هناك خطاب جمعياتي جديد يتناغم ويتناسق مع خطاب هذه الصفحات معتبرا أن هنالك عديد الشبكات الأخرى التي لم يتم الكشف عنها بعد. ويرى الصحبي بن فرج أن الحكومة لم تتمكن في سياستها الاتصالية من مواجهة ذلك فنجحت الصفحات في عملها بالعمل مع مجموعات خارجية تتعامل مع قوى داخلية سياسية. ويأتي العداء الإماراتي للتجربة الديمقراطية وإصرارها على التدخل في الشأن الداخلي لتونس وعدم التوقف عن الحملات التضليلية، بسبب عدم يأس آل زايد من فشل مؤامراتهم المتكررة في وأد الربيع العربي في مهده ومنطلق شرارته، وتعويلهم على عملاء مأجورين في الداخل والخارج يعملون بالوكالة لتنفيذ مخططات الإرباك