بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي سنة 2015، بدأت السياحة التونسية تعيش بداية الانتعاش. وتكشفُ مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريح له اليوم الأربعاء بجربة، نجاح زيارة الغريبة انطلاقة لموسم سياحي واعد، معبّرا عن أمله في أن يبلغ عدد السياح تسعة ملايين بعد عودة الاستقرار الأمني. وأشار الشاهد عقب افتتاحه أشغال الملتقى الدولي حول التعايش في جزيرة جربة بالتزامن مع أول أيام زيارة الغريبة السنوية، إلى ارتفاع عدد السياح ب3.5 ملايين في الثلاث السنوات الأخيرة وهو دليل على نجاح عمل الحكومة وبفضل نجاحات الوحدات الأمنية والعسكرية ورفع كل دول العالم تقريبا تحجير سفر عن رعاياها إلى تونس. وأوضحت وزارة السياحة والصناعات التقليدية في وقتٍ سابق أنّ المؤشرات الخاصة بسنة 2019 أظهرت تحسن الأداء السياحي، حيث زاد عدد السياح الوافدين على تونس، إلى حدود يوم 10 ماي الجاري، بنسبة 14،5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليتجاوز 2.444 مليون سائح. وتطور عدد زوار تونس القادمين من أوروبا ب22.2% (حوالي 512 ألف سائح)، حيث يأتي السياح الفرنسيون في الصدارة، إذ بلغ عددهم، خلال الفترة من 1جانفي إلى 10 ماي، حوالي 244 ألف سائح (زيادة ب19%). وأكد وزير السياحة روني الطرابلسي أن جذب 9 ملايين سائح “يستوجب عملًا وجهودًا كبرى من قبل وزارة السياحة”، وشدّد الوزير على أنّ الوصول إلى هذا العدد يستدعي أيضًا “استقرارًا سياسيًا وأمنيًا”، على حد تعبيره.