يدور الجدل مؤخّرا حول ظواهر سياسية جديدة غير تقليديّة أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية، وأوجدت لنفسها طريقا نفذت به للساحة بعيدا عن العمل السياسي الحزبي المؤطر، إمّا عبر قنوات إعلامية تمتلكها أو استغلال جمعيات خيرية، في تمشّ قد يهدد المناخ التنافسي النزيه والديمقراطية التي تعرفها تونس، حسب بعض السياسيين. وفي هذا السياق، دعا رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إلى عدم التصويت لمن وصفهم ب”الشعبويين الذين يبرزون فجأة وهم يستغلون حاجة الناس وفقرهم”، مُعتبرا أن الشعبوية تمثل “خطرا يجب عدم الاستهانة به، سواء منها التي تدخل من باب العمل الخيري أو الإعلام أو باسم الحداثة”. وأضاف أن الشعبوية تمثل خطرا “لأنها كذلك إقصائية وتهدد الديمقراطية”، مذكّرا بأن “القارب التونسي كان نجا في 2011، رغم بعض الرياح التى عصفت به، لأنه لم يتم تمرير قانون العزل السياسي، عكس بعض الدول الأخرى التي شهدت ثورات”. كما دعا الغنوشي أمس الأحد على هامش الجلسة الانتخابية بمدينة باجة لاختيار قائمة مرشحي النهضة للدائرة الإنتخابية لولاية باجة للانتخابات التشريعية لسنة 2019، إلى “انتخاب من تدرّجوا في السلّم السياسي وتمرّسوا ولم يقفزوا من فراغ لقيادة الدول”، حسب تعبيره. ولاحظ أن “وجود أمثال هؤلاء ممّن أفرزهم الصندوق فى عدد من دول العالم كان نتيجة أزمات اقتصادية واجتماعية”. وأعلن صاحب قناة نسمة نبيل القروي ترشحه للانتخابات الرئاسية، كما أعلن عن الترشح في الانتخابات التشريعية مع فريق من الكفاءات والخبراء، الأمر الذي اثار استنكارا واسعا في الساحة السياسية، خاصة وان الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري سبقت وان اتهمت القروي باستخدام قناته لخدمة طموحاته السياسية. ويجمع خبراء على أنّ الإعلام رغم تحرره من الرقابة السياسية لا يزال مُكبّلا بقيود أخرى انعكست سلبًا على استقلالية الخط التحريري وعلى حرية التعبير بشكل عام . وتواترت في الآونة الأخيرة تحذيرات من مغبّة التراجع عن مكسب حرية الاعلام وسوء استعماله ومن محاولة سيطرة اللوبيات السياسية والاقتصادية على القطاع وتوظيفه لتحقيق غايات ومآرب مشبوهة بما قد يغرقه في حالة من الفوضى .