مازالت الأزمة تلقي بضلالها على ائتلاف الجبهة الشعبية الذي فقد كتلته في مجلس نواب الشعب بعد استقالة 9 من اعضائها جراء أزمة اختيار مرشح الائتلاف للانتخابات الرئاسية القادمة، حيث تمسّك الوطد بترشيح منجي الرحوي بينما أصر العمال وبعض الأحزاب الأخرى على ترشيح حمة الهمامي. وجاء موقف التيار القومي داخل الجبهة الشعبية دون أن يكون مؤثّرا رغم أنّ هذا التيار يمتلك قاعدة جماهيرية وسياسية داخل الجبهة لا بأس بها وكان يترأس أحد أضلاعه كتلة الجبهة في البرلمان. التيار القومي الممثّل خاصة في حزب الطليعة والتيار الشعبي داخل الجبهة الشعبية كان أوّل من دعا إلى فتح ملفّ الترشّح للانتخابات الرئاسية وإذابة الجليد داخل مجلس أمناء الجبهة خاصة من خلال بيان حزب الطليعة الذي اتخذ موقفا وسيطا، دون أن يظهر أي ميل للوطد أو العمال. وفي المقابل، حمّل حزب التيار الشعبي ما آلت إليه الأمور إلى حزب الوطد حيث قال زهير حمدي الأمين العام للحزب إنّ قيادة الجبهة الشعبية مجمعة على ترشيح الهمامي للانتخابات غير أن حزب الوطد تمسّك بترشيح الرحوي. التيار الشعبي والذي يعتبر نفسه الحزب الأكبر داخل الجبهة الشعبية، وذلك حسب أمينه العام، والذي أكّد في السابق أنّ التيار الشعبي هو الحزب الأكبر داخل الجبهة الشعبية وهو الأكثر امتدادا داخل اتحاد الشغل واتحاد الطلبة. ولكن التيار الشعبي وجد نفسه عرضة لسهام حزب الوطد حيث أكّد الرحوي أن حزب التيار يريد أن يوظّف الجبهة الشعبية خدمة لأجندات إقليمية وخارجية في إشارة إلى الصراع في سوريا حيث يتمسّك الحزب بضرورة أن تتبنّى الجبهة الشعبية القضية السورية كملف أساسي ومن الأولويات. ورغم وزن التيار القومي داخل الجبهة الشعبية إلاّ أنّه لم يظهر في المشهد السياسي كعنصر فاعل داخل الجبهة مثلما الأمر بالنسبة إلى حزبي العمال والوطد الذين يتصدران قيادة الائتلاف السياسي وتحديد مصيره والتنافس على تمثيله. التيار الشعبي الذي فشل في فك مكانه في مقدّمة الجبهة الشعبية، رغم بروز عدد من قياداته مثل أحمد الصديق وزهير حمدي، يعرف هو الآخر عديد من الاختلافات والانشقاقات، فبعد انقسام حركة الشعب إلى حزبين انضّم جزء منها إلى الجبهة الشعبية متمثّلا في التيار الشعبي. ويبدو أنه لا خيار أمام التيار القوي غير البقاء داخل هذا الائتلاف فحصيلة مشاركة عديد الأحزاب القومية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 2011 لم تتجاوز المقعدين لحركة الشعب بينما في انتخابات 2014 حقق التيار القومي حصيلة أفضل فقد حافظت حركة الشعب على مقعدين بينما حاز التيار القومي داخل الجبهة الشعبية بعض المقاعد