راجت مؤخرا الاخبار عن امكانية وجود تقارب بين حزب مشروع تونس لمحسن مرزوق وتحيا تونس ليوسف الشاهد دون ان يحصل ذلك على ارض الواقع، تأخيرٌ فسره البعض بعدم تحمس قيادات تحيا تونس لهذا التقارب، الذي قد يعيد الندائيين المنشقين عن نداء تونس إلى المربّع الأول بعد ان استقرت سفينة تحيا تونس على مشروع سياسي واضح واستطاع الحزب البروز كرقم صاعد في شركات سبر الآراء. إصرار محسن مرزوق على مشروع سياسي موحد يجمع بينهه وبين يوسف الشاهد مقابل تجاهل الأخير لقرار التقارب، جعل محسن مرزوق يعيد حساباته السياسية وربّما خيار بقاء حزبه في الحكومة من عدمه، حيث لوح المشروع مؤخرا بمغادرة الحكومة في حال عدم استجابة يوسف الشاهد لجملة من الشروط من بينها تعيين القيادية بالمشروع وطفة بلعيد على رأس وزارة الشباب والرياضة. وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن توتر في العلاقات بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق بعد تلكّؤ تحيا تونس في اعلان تحالف انتخابي والانطلاق في مسار توحيدي، بعد اتفاق شامل يضم التحالف الحكومي والمشاركة في انتخابات 2019. وفي هذا السياق، أكد حسونة الناصفي أمين عام حزب حركة مشروع تونس أمس الثلاثاء 11 جوان 2019 ان اجتماع المكتب السياسي للحزبقرر الدخول في مرحلة تقييم لمشاركته في الحكومة وأنه سيشكل لجنة للغرض مشددا على ان الحزب سيخرج بموقف موحد من مشاركته في حكومة الشاهد. وذكر الناصفي لدى حضوره اليوم في برنامج “تونس اليوم” على قناة الحوار التونسي بأن قرار الحزب الدخول للحكومة كان مؤسساتيا وان التقييم سيحدد موقف الحزب في اشارة الى البقاء في الحكومة من عدمه مشددا على ان المشروع لن يعرف المصير الذي عرفه حزب افاق تونس في رده على سؤال حول امكانية ان يتسبب موقف المشروع من الحكومة ودعوته ممثليه فيها الى مغادرتها في أزمة وتفضيل الكرسي على الانضباط الحزبي. وكشف انه كان من المقرر ان يتم اقرار تحوير وزاري قبل شهر رمضان الماضي مشيرا بلهجة استهزاء الى ان تونس في مرحلة اعياد وان عيد الاضحى بات على الابواب دون ان يتم في المقابل الاعلان عن التحوير منتقدا عدم تقديم الاطراف الرسميةأية توضيحات بخصوص اسباب هذا التأخير. وقال الناصفي إنه تم الاتفاق في اجتماع رسمي وبحضور قيادات رسمية من الاحزاب المكونة للحكومة وعلى لسان اعلى هرم في الدولة في اشارة الى يوسف الشاهد على تعيين رئيسة المجلس الوطني وطفة بلعيد على رأس وزارة الشباب والرياضة . واكد ان النهضة التي قال انه يتداول ان لها موقفا سلبيا من هذا التعيين لم تعرب عن رفضها له خلال اجتماعات كانت مشتركة مضيفا بالقول “بقينا نتساءل عن سبب تعطيل اجراء تعديل وزاري على الصحة والشباب والرياضة خاصة انه كان هناك وعد رسمي قبل رمضان وهذا ما لم يحدث ..هذا الامر يجب الوقوف عنده ولن يمر مرور الكرام لحفظ كرامة الاشخاص والاطراف المعنية” في حديث ضمني عن وطفة بلعيد. وكان رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق قال في حوار مع جريدة المغرب بتاريخ 19 أكتوبر2018، إن حزبه بصدد التفاوض مع أحزاب سياسية وأطراف من بينها يوسف الشاهد ومن حوله وحزب المبادرة للوصول إلى تكوين تحالف استراتيجي عميق هدفه انتخابات 2019.