حزب النداء منشغل بمؤتمره وطعونه، لكن رئيسه الباجي متفرغ للمّ الشمل ومحاولة إعادة الطيور المهاجرة مركزا على الحزبين «الندائيين» القويين تحيا تونس وحركة المشروع فأي أمل في التقاء الأشطر الثلاثة وما هي الطريقة الممكنة لالتقائها؟. تونس الشروق: الباجي مهموم بوضعية حزبه، الباجي يطلب رفع التجميد عن الشاهد حتى يعود إلى بيته الأول (النداء) بدل بيته الثاني المفترض (تحيا تونس)، الباجي يستقبل زعيم حركة مشروع تونس المنشق عن النداء محسن مرزوق، الباجي يستقبل رئيس الحكومة في لقاء يبدو روتينيا في شكله وخلاف ذلك بالنظر إلى الإطار الزماني والسياسي… الصورة الواضحة في حزب النداء أن هناك ندائيين يواصلون في مؤتمرهم الانتخابي تدمير ما تبقى من حزبهم جراء تكالبهم على المصالح الشخصية، وأن هناك مؤسسا للحزب يحاول انقاذ مشروعه الحزبي وتاريخه السياسي عبر النفخ في حجم النداء. المحاولة لا تنحصر في محاولة إعادة الشخصيات الندائية المؤثرة مثل الشاهد، بل تشمل أيضا محاولة استقطاب الأحزاب المنشطرة عن النداء وخاصة منها حركة تحيا تونس التي باتت ثانية قبل النداء في نوايا التصويت للتشريعية، وحركة المشروع الممثلة حاليا في مجلس النواب بما لا يقل عن 16 نائبا. «لوبي ندائي» حركة المشروع «بصدد التحاور مع بعض الأحزاب القريبة منها… على غرار حركة تحيا تونس والمبادرة»، هذا ما أكدته القيادية في «مشروع تونس» وطفة بلعيد دون أن تستبعد مؤخرا في تصريح إعلامي إمكانية التحاور مع حركة نداء تونس في هذا الخصوص، في حال أفرز مؤتمرها قيادة شرعية. القيادية ذاتها كانت أكدت خلال مارس الماضي سعي حركتها نحو تجميع ما أسمته ب»القوى التي تحمل نفس المرجعية» وأكدت وجود «لوبي كبير داخل حزب نداء تونس يجعل إمكانية التقارب والإصلاح وتكوين قاعدة جماعية غير مطروحة». مشاورات التقارب بين الأحزاب الندائية الثلاثة ليست وليدة هذه الأيام بل إن القيادي في حركة المشروع حسونة الناصفي كشف عنها منذ فيفري الماضي أما الجديد فهو إمكانية إزالة العوائق التي تراها حركة المشروع مانعا للتقارب وهي «اللوبي» الذي تدعيه داخل نداء تونس ولكن ماذا عن حركة تحيا تونس؟. التقاء مشروط تبدو المشاورات بين تحيا تونس وحركة المشروع متقدمة جدا لاسيما مع إقرار الناصفي باستعداد أمين عام الحركة الثانية محسن مرزوق ل»تقديم عدة تنازلات بهدف تحقيق هذا المبتغى على غرار التنازل عن الزعامة والبقاء في الصف الثالث أو الرابع»، فضلا عن تشارك الحركتين في حكومة الشاهد وحرصهما على التوافق في المواضيع المشتركة بالإضافة إلى تأكيد المنسق العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي أمس في تصريح إعلامي أن حركته «بصدد التشاور مع مشروع تونس وحزب البديل التونسي والمبادرة لتجميع العائلة السياسية» دون أن يذكر اسم نداء تونس في قائمة التشاور. العلاقة بين الحركتين تحولت نسبيا من العداء وتبادل الاتهامات والاستخفاف والسخرية إلى نوع من الهدوء تزامنا مع دعوة الشاهد إلى ترك الحركة الجديدة والعودة إلى حزبه نداء تونس بعد رفع التجميد عنه، وقد كان العزابي واضحا في قوله أمس إن «نداء تونس غير معني بتحالفات الحركة» لكنه استدرك في تصريح ل»موزاييك» ليفتح بابا للتشاور والالتقاء مشروطا بانتخاب قيادة ندائية جديدة تغير من مواقف حزبها تجاه الحكومة. اندماج أم تحالف؟ هناك عقبة مهمة تمنع التقاء الأحزاب الثلاثة وهي القيادة الندائية ولا يمكن إزالة هذه العقبة إلا بانتخاب قيادة جديدة تحل محل حافظ قايد السبسي الذي كان وراء انسلاخ ندائيي حركة المشروع وطرفا في الحرب الساخنة مع الشاهد. على أن إزالة هذه العقبة لا يعني توحيد الأحزاب الثلاثة وجلب حزبي البديل والمبادرة إليها فهناك عقبة أخرى تتعلق بشكل التقارب ذلك أن مؤسس حزب النداء الذي يقود بنفسه تحدي التجميع يحلم بإعادة حزبه إلى سالف قوته ويهمه بالتالي أن تأتي إليه بقية الأحزاب، فيما يقترح الحزبان المنشقان عن النداء وخاصة منها حركة تحيا تونس شكلا مغايرا يحتفظ فيه كل حزب بكيانه كاملا فيكون التقارب في شكل ائتلاف انتخابي يمكن أن يتطور إلى ائتلاف استراتيجي يسعى فيه «الوسطيون» إلى توفير أغلبية برلمانية تمكنهم من تشكيل حكومة خالية من حركة النهضة. في العادة يفرض القوي شروطه على الضعيف، وفي الأحزاب الندائية تميل الكفة حاليا لصالح حركة تحيا تونس وما على حزب النداء غير تغيير قيادته والالتحاق بموجة التحالف إن أراد لنفسه حظوظا أكبر في الانتخابات القادمة. الأحزاب «الندائية» في البرلمان تحتل حركة تحيا تونس المرتبة الثانية في مجلس نواب الشعب خلف النهضة ذلك أن كتلة الائتلاف الوطني التي تمثلها تضم 44 نائبا. وتحتل المرتبة الثالثة كتلة النداء (37 نائبا) متبوعا في المرتبة الرابعة بكتلة الحرة لحركة مشروع تونس (16 نائبا) ما يوفر لثلاثتها 97 نائبا.