تعرف الساحة السياسية هذه الفترة تحولات كبيرة في التشكيلات السياسية وكذلك في التصريحات حيث يمدح السياسي الحكومة في الصباح ثم يلعنها مساءً، وذلك حسب المصالح والسياقات التي جعلت من المبادئ ورقة في مهبّ الريح. بعد مؤتمر نداء تونس برز سفيان طوبال زعيما لشقّ الحمامات لينطلق في محاولة نسج علاقات جديدة وتحالفات من أجل الاستعداد لمحطة 6 أكتوبر 2019، فبدأ شقّه يقترب من الائتلاف الحاكم وخاصة من حزب “تحيا تونس” فقد دخل الحزبان في مشاورات من أجل التحالف أو الاندماج، ولكن بعد أسابيع من التفاوض باءت العملية بالفشل وتم إعلان اندماج نداء تونس (شق الحمامات) وحركة مشروع تونس. وفي حوار أجراه طوبال مع وكالة الانباء الألمانية قال ردا على سؤال حول السبب وراء إمكانية أن يكون الشاهد هو مرشح الحزب للرئاسيات، رغم ما تظهره استطلاعات الرأي من تراجع شعبيته، قال "الوضع الاقتصادي صعب بالفعل، ونحن منذ مدة ننتقد الأداء الحكومي، ونرى أنه يجب الإسراع بإحداث تغيير في عناصر الحكومة وخاصة المسؤولة عن الملف الاقتصادي والتقصير الحالي يقع على عاتق الفريق الحكومي بأكمله لا الشاهد بمفرده، ولذلك قد نرشحه إذا ما تم التوافق عليه رغم الأداء السيء لحكومته”. طوبال انتقل من مسالم للحكومة إلى مهاجم لها خاصة بعد رفض وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان منح شقّه أحقّية التمثيل القانوني للحزب، فقد أكّد في تعليقه على قرار دائرة الاستئناف بالمحكمة الإدارية القاضي برفض ترشح قائمتي نداء تونس للانتخابات الجزئية بباردو لعدم ثبوت الصفة القانونية في القائمتين أنه قرار جاء نتيجة التقصير اللي قامت به رئاسة الحكومة في البت في الممثل القانوني للحزب. وأعلن سفيان طوبال بأنهم سيرفعون شكاية للقضاء العدلي في صورة ما لم ترسل رئاسة الحكومة التحيين لهيئة الانتخابات. وكان طوبال قد أكّد يوم 11 جوان 2019 أنّ فاضل محفوظ الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان “خائف”. وأضاف سفيان طوبال أن فاضل محفوظ مكبل ولم يمارس قناعاته، وتصرفاته تدل على وجود ضغوطات مسلطة عليه، محمّلا إيّاه المسؤولية بخصوص الوضع القانوني لحركة نداء تونس وطالبه بتطبيق القانون.